المواطن لن يأكل شعارات وهتافاً

مبلغ علمي أن المجلس العسكري الانتقالي توزع على لجان؛ للقيام بمهام إدارة شأن الدولة إلى حين التوصل إلى شكل نهائي وحكومة تنهض بواجباتها مضياً بالأمر إلى الأمام؛ وأظن أن هناك لجنة اقتصادية وأخرى للشؤون المجتمعية، إضافة للجنة السياسية إلى جانب الأمنية؛ وهو توزع موضوعي لجهة أن دولاب الحياة يجب أن يمضي في بلد يعاني من أزمات اقتصادية تتوالى وإشكالات في الخدمات واتساع نطاق حدود طويلة مع دول مأزومة أو تشتعل أطرافها مما يجعل المسارعة بتطبيع المشهد العام ضرورة ملحة لجهة أنه كلما تباطأ العمل، وتشتت الذهن المدير للشأن العام، انتهى ذلك بأوضاع أشد تعقيداً وربما بورطة تهدد البلد برمته.

الآن بولاية الخرطوم عادت صفوف الوقود للظهور وربما بالولايات كما يحدث في النيل الأبيض؛ وتعطلت دواوين العمل ولا تزال أزمة الكاش حاضرة وأمام المواطنين شهر رمضان المعظم الذي سيشكل توفير أغراضه هاجسا للعمال وغيرهم في ظل قرار تجميد النقابات وغل يد المؤسسات في إعانة منسوبيها مع مشاكل أخرى تتعلق باستمرار إغلاق بعض الطرق حول المسارات المؤدية للقيادة العامة مما جعل ازمة الاختناقات المرورية مستمرة مع حالة تحفز عامة بالطريق العام آثارها السالبة أضعاف إيجابياتها؛ ولا يجب إسقاط كذلك أمر العام الدراسي الجامعي المعلق رغم توجيهات القيادة الجديدة.

ليس من المصلحة العامة لا للمجلس العسكري أو عموم توجهاته في الاستقرار العام وتهيئة الأوضاع للذهاب في عموم الترتيبات العلوق في حالة الوضع الاستثنائي والذي كلما طال بالعاصمة تفاقمت آثاره بالولايات، وليس أدل على هذا من الخسائر فادحة بالسكة حديد بسبب تعطيل حركة القطارات التي أكدها المهندس إبراهيم فضل عبد الله مدير إدارة هيئة السكك الحديدية الذي قال إن تعطيل القطارات منذ السادس من أبريل من الشهر المنصرم أدى إلى حجز 500 عربة محملة بمواد غذائية موجهة إلى ولايات كردفان ودارفور، مشيراً الى أن المواد المشحونة قد تصاب بتلف وتبلغ خسارتها في هذه الحالة مليارات الجنيهات! وطبيعي وفقاً لهذا أن أزمات معيشية وخدمية ستقع بتلك الولايات.

من مصلحة الجميع أن تعود الحياة لوضعها الطبيعي دون أن يعني ذلك توقف المباحثات السياسية للشكل النهائي للوزارة ومجلس السيادة أو أي مقترحات أخرى في تلك السياقات، والمسؤولية في ذلك تقع بالكامل على المجلس العسكري الانتقالي، لأنه مسؤول وحاكم بشرعية تصديه للأمر وتفويض الأغلبية الصامتة التي لن تأكل شعارات وتصريحات وهتافات ولن تؤمن بورقة دخلت وأخرى قيد التوقيع

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى