الخرطوم وأديس ..شمعة الأمل .. !!

على الرغم من التساؤلات المفتوحة عما تعيشه بلادنا من أزمات وشعور الكثيرين بالقلق والتعاسة من مصيرها المستقبلي إلا أن القطاع الخاص السوداني والإثيوبي يفتحان نافذة للأمل من على قمة الهضبة الإثيوبية حيث ينعقد المؤتمر الاقتصادي السوداني المشترك الذي ينظمه مجلس الأعمال السوداني الإثيوبي بفندق شيراتون أديس ابابا ويشرفه بالحضور وزير مالية جمهورية اثيوبيا الفدرالية أحمد شيدي وهو منتدى تشرف عليه سفارتي البلدين الإثيوبية بالخرطوم والسودانية بأديس أبابا حيث ينشط السفير أنس الطيب القائم بأعمال السفارة وطاقمه بحيوية وهي خطوة يمكن أن تضع البلدين على عتبة الاستفادة القصوى من إمكانيات بعضهما وبناء عصر جديد من التعاون وإيقاد شمعات من الأمل المفقود بسبب الخراب السياسي الذي تعاني بعضه دول المنطقة الأفريقية ـ تحدثت إلى الأستاذ وجدي ميرغني رئيس مجلس الأعمال السوداني الإثيوبي الذي ترأس الوفد السوداني وكذلك إستمعت إلى الأمين العام لغرفة الزيوت باتحاد أصحاب السوداني الأخ طه أحمد عبدالجليل وقد تطابقت أحاديثهما ورؤيتهما حول إمكانية الإستفادة الإثيوبية من ميزات السودان في الانتاج الزراعي والصناعي سيما الزيوت والأقطان وإثيوبيا الآن تستورد القطن من الهند فالسودان ينتج أجود أنواع القطن ومسافته أقرب وطرق النقل أفضل وأسهل وبالإمكان تنشيط النشاط البحري إلى جانب النشاط التجاري فشمال إثيوبيا وغربها وهي المنطقة ذات الكثافة السكانية الإعلى يمكن أن تستورد وتصدر كل حاجياتها عبر ميناء بورتسودان بدلاً عن الموانئ على سواحل جيبوتي وهي بعيدة عنها هذا إلى جانب تبادل التجارب ونقل الثقافات والمطلوب توفر الإرادة الرسمية بين البلدين لتعديل القوانين المقيدة للتجارة محليا وتسهيل الاجراءات  وهي متوفرة الان لكنها تحتاج الي تفعيل وبذلك يمكن ان تدعم كل المشاريع المشتركة في القطاعين العام والخاص وبناء قاطرة إقتصاد إقليمي قوي وهي خطوة تتطلب تفعيل كثير من قوانين الكوميسا سيما تعرفة التجارة الحدودية الصفرية وإنشاء مناطق تجارية حرة بين دول الجوار السوداني ـ إن رجال الأعمال يرون ضرورة إنشاء بنك سوداني في إثيوبيا وإثيوبي في الخرطوم وذلك لتسهيل الإجراءات وتبادل المستندات وتحويل الأموال بين البلدين بدلاً عن الطريقة التقليدية الحالية في التحاويل والتي لا تعود بفوائد مالية للبلدين .

إن بناء علاقات إقتصادية سودانية إثيوبية ذات قواعد متينة يتطلب وجود لجنة عليا دائمة الانعقاد لازالة التداخلات ومعالجة المشكلات التي تعترض طريق المستثمرين والي جانب ماذكر هناك فرص عديدة في المجال السياحي وحسنا قد اصطحب وجدي ميرغني معه اتحاد اصحاب وكالات السفر والسياحة برئاسة الناشطة مني محمد عبدالله ومثل هذا التنسيق يجعل الامور تمضي بانسياب ويسر وكما يقول المثل البلدان يعمرها أبنائها ومثل جهود مجلس الاعمال هذه تستحق ان تعزز من كل الجوانب لتحقيق المصالح العليا لشعبي البلدين اللتين تتمتعان بقوة موارد اقتصادية وبشرية وعليهما الابتعاد عن كل ما يشوش الرؤية لهماويحد من قدرة البلدين من التعايش والاستفادة من بعض سيما ان اثيوبيا كانت لها دور رئيسي ومحوري في التسوية السياسية السودانية الاخيرة عبر رعايتها للتفاوض بين المجلس العسكري وقوي الحرية والتغيير التي اثمرت الاتفاق علي الوثيقة الدستورية. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى