استئناف التفاوض.. وضياء جوبا وأديس أبابا.!!

من المتوقع أن يستأنف الحوار المباشر بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير اليوم الأحد لاستكمال حلقات التواصل حول الوثيقة الدستورية التي تحكم مسار المرحلة الانتقالية.

إن عودة المجلس العسكري والحرية والتغيير للجلوس للتفاوض مرة أخرى في حد ذاته مرحلة إيجابية تؤكد أن حوارات الحرية والتغيير التي جرت بأديس أبابا على الرغم تطاول أيامها إلا أنها أثمرت وجُل الحرية تدخل التفاوض هذه المرة، وهي ليست على خلاف مع بعض مكوناتها (الحركات المسلحة ) حول المشاركة في الحكومة بعد تخصيص مقعدين من حصتها لصالح الحركات في المجلس السيادي.

إن اتفاق مكونات الحرية والتغيير الذي تم في أثيوبيا ظاهرياً وإعلامياً مؤشر إيجابي لفائدة التسوية، نأمل أن يتبعه فعل عملي يزيل الشكوك التي علقت في الأذهان بأن الحرية والتغيير تحب الجرجرة، وأن مشاورات أديس أبابا إذا لم تؤد إلى الإسراع بتشكيل حكومة تنفيذية تتولى مسئولياتها تجاه الخدمات، وتسهم في الشروع الفوري في تكوين هياكل الفترة الانتقالية تصبح أيام أديس ضياع زمن ليس إلا.

إن الموقف الإيجابي للمجلس العسكري وانتظاره الممل للحرية والتغيير التي أجلت التفاوض على الوثيقة الدستورية بسبب خلافات بين مكوناتها، وفي مقدمتها الحركات المسلحة التي اعترضت على كيفية إدارة الحرية والتغيير عملية التفاوض والتوصل إلى الاتفاق السياسي ذلك يحمد للمجلس وتقديمه المصلحة العليا على المصالح الدنيا، واتفاق أديس وإثبات مقعدين من حصة الحرية والتغيير في المجلس السيادي للحركات المسلحة خطوة إيجابية من شأنها أن تخلق جواً مساعداً في الإسراع بعملية تشكيل الحكومة إذا صدقت النوايا، وأمس أجابت قوى الحرية والتغيير على السؤال كيف يصبح أعضاء من الحركات المسلحة جزءاً من الحكومة وهم أعضاء في قوى إعلان الحرية والتغيير .. باعتباره موقفاً يتناقض مع مبدأ حكومة الكفاءات? لكن صحف أمس قالت إن هناك استثناءً دُوّن في الاتفاق يمنح رئيس الوزراء بتعيين اثنين من ذوي الانتماءات السياسية عضوين في الحكومة، لكن هناك سؤال حتى الآن لم نجد له إجابات واضحة، وهو من قام بدعوة الحركات للتفاوض، ومن مول كل تلك الجموع، خاصة أن الاتحاد الأفريقي وجمهورية إثيوبيا قد تبرآ من عملية تمويل المفاوضات ورسوم الإقامة في الفنادق??

نختم حديثي بأن الدعوة لفتح الاتفاق السياسي حول تشكيل الحكومة هدفه الرئيس هو للحصول على مناصب ليس بها حكم ووزارات وأخشى عليه من التصدع في ظل المسيرات التي تناسلت وبشعارات مختلفة أغلبها منها اللقاءات التي تقودها جوبا وتجمع طرفي الصراع عن المجلس العسكري الانتقالي نائب رئيس المجلس الفريق أول محمد حمدان دقلو وقوى الحرية والتغيير، أتمنى أن تمضي بسرعة خاصة أن قضايا السودان قد قتلت بحثاً في دوائر الحوار والمستطيلة والمستديرة والمربعة، فالشعب السوداني ينتظر اتفاقاً يفضي إلى حكومة كفاءات وطنية غير حزبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى