أحداث الأبيض ـ يوم أسود يسجله التاريخ..!!

في البداية نترحم على أرواح فلذات أكبادنا الطلاب الذين مضوا إلى الله في الاحداث التي شهدتها حاضرة شمال كردفان الأبيض ونسأل الله أن يصبر أسرهم ويجيرهم في مصابهم الجلل. وقد كان يوماً أسود موشحاً بالدماء يسجله التاريخ وتقرأه الأجيال. هؤلاء أطفال صغار لا يخربون مجتمعاً ولا يقيلون حكومة ولا يغيرون نظاماً، لكن الشيوعيين لعنة الله عليهم إلى يوم الدين قصدوا حرق حشا الأمهات وهم يحشدون الأطفال ويدخل وسطهم المندسون والمخربون والنهابون من أجل أن يموت الأبرياء، وهذه مسئولية تقع على المجلس العسكري الانتقالي الذي بيديه المعلومات الموثقة أن يكشف للرأي العام الحقيقة كاملة ويظهر من الذي حرض الأطفال وأخرجهم من مدارسهم ومن قتلهم بوحشية وأن يقدم كل المجرمين الذين أسهموا في الفاجعة ولو بالتضامن الى محاسبات عادلة وعقوبات رادعة، لأننا أمام تماهٍ ودمار قادم بدأت شرارته، وإذا كانت قوى الحرية والتغيير تريد اللعب علي كل الحبال، تفاوض على السلطة وتحرض على الاحتجاجات فعليها أن تحدد خيارها، إما شراكة مع المجلس العسكري أو معارضته، ويترك له حتى يتحالف مع من يريد من القوى الوطنية، وتشكيل حكومة تصريف أعمال بمهامها التنفيذية، ومع كل ذلك هناك حقائق أسهمت بشكل أو بآخر في أحداث عروس الرمال لابد من سردها وتبيانها، وهي معلومات تحصلت عليها بشهادات شهود عيان من الذين يرون في الأمر ليس مجرد احتجاجات طلاب ثانويات بسبب عدم المواصلات أو شح الوقود، لكن هناك تشابكات وتداخلات وملامح للقضية لها أكثر من دليل وبرهان، أولها ما ذكره شهود بتدفق مجموعات كبيرة من المواطنين الذين يقطنون الأحياء الطرفية التي نزح إليها الفارون من مناطق التمرد إلى داخل المدينة بتسهيلات من جهات سياسية هي التي قامت بترحيلهم عبر السيارات ومواتر التكتك ووضعت لهم خط سير معيناً وبرنامج عمل يبدأ بمهمة محددة وينتهي كذلك، ورسمت لهم خريطة المظاهرات التي أبرزها التخريب والسلب من أجل الدخول في احتكاكات مع الأجهزة الأمنية من جهة، ومع المواطنين من جهة أخرى، ولذلك هم جاءوا ومعهم كل أدوات الكسر والتعدي على المحال التجارية والبنوك، وقد تبين ذلك في الطريقة التي تم بها كسر بنك الخرطوم والسطو عليه بأدوات احترافية تم من خلالها تفكيك لكل شيء حتى المراوح والمكيفات.

إن اللواء الركن محمد خير الوالي السابق لشمال كردفان أسهم بشكل كبير في صناعة الفراغ الذي أنتج الأزمة بفتحه صندوق أسراره الخاصة والعامة بعدما تسرب له نبأ إعفائه من الموقع، حيث ظل لمدة تجاوزت الشهر يتحدث لكل الناس ولكل من يأتيه طالباً خدمة يتطوع الوالي ويخبره بأنه سيترك الولاية ويحمد الله الذي أزاح عنه العبء وأراحه من تعبها وأي انسان في شمال كردفان أصبح عارفاً بطريقة أو بأخرى أن الوالي سيغادر الولاية سيما أنه قام بتجديد جوازه، وهو يرسل خبر التجديد لكل من يجده ويعلمه بأنه ذاهب إلى السعودية ضمن برنامج عاصفة الحزم على الأقل أن يتذوق طعم الريال بعدما ربنا عافاه من الولاية ورهقها، هذا الواقع نفسه يشكل ثغرة أمنية، وأن تكون المعلومات متاحة بأن الوالي غير راغب في العمل، وأنه سيغادر، هذا وضع يشجع المجرمين على تصميم خطتهم على هذا الفراغ، ويضاف إلى تسريبات الوالي لإخباره بأن هناك ضبطاً لأسلحة في أكثر من موقع بالأبيض خلال الفترة التي سبقت الأحداث مما يوضح أن النية مبيتة لهذا الحراك وعندما اندلعت الأحداث كان الوالي الجديد اللواء الركن الصادق الطيب عبد الله وهو يعمل على إجراءات تسلم مهامه لحظتها تفجرت الأوضاع وهو بما عرف عنه من كفاءة ولديه خبرة في التعامل وفي ذات الوقت تم تغيير مدير عام شرطة الولاية بآخر وشرع المدير الجديد للشرطة في تنفيذ نشاطه بالمحليات، مما شكل فراغاً في عاصمة الولاية تم استغلاله من قبل المتفلتين وأصحاب الاغراض، ووظفت الأحداث لصالح أجندات وأهداف صبت في مصلحة قوى الحرية والتغيير، إن روايات أخرى تشير أن هناك أشخاصاً قد توزعوا على المدارس وقاموا بالتحريض على الخروج وأي معلم إو إدارة مدرسة تحاول الاعتراض يتم الاعتداء عليها لفظياً وجسدياً، ويتم تحريض الطلاب عليه، وفي الخرطوم شاهدت شباباً بأشكال محددة يحملون شنطاً على ظهورهم وهم يقودون طلاب المدارس، وهم يكبرونهم سناً ويقومون بتوجيه المواكب والحركة وفق تنظيم وترتيب معد بعناية، والمؤسف أن الطلاب صغار السن يسحبون من الحاج يوسف وشرق النيل، وهم راجلون حتى يعبروا كبري المنشية في اتجاه الخرطوم متعبين من العطش والجوع لاحظتهم يجلسون على الأسفلت رغم حرارة الشمس من شدة التعب والإرهاق.

مؤسف أن تتحدث قوى الحرية والتغيير بأكثر من بلسان وتمارس أدواراً مختلفة عبر واجهاتها من خلال الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين وتهدد بتعليق التفاوض وتشترط قبول المجلس العسكري بالوثيقة الدستورية بشكلها المعدل دون تغيير.

إذن الغرض الأساسي من التصعيد الضغط على المجلس العسكري للقبول بخياراتهم وأن ثمنها الموت. ومؤسف حقاً أن يسمح مُلاك المدارس الخاصة للأطفال حتي يموتوا من اجل سلطة ينعم بها الشيوعي، لعنة الله على سلطة وحكم ثمنه دماء وأشلاء الأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى