مذكرات حاج:

مذكرات حاج:

  1. الرحلة المباركة من وإلى مطار الخرطوم

قيض الله لي ومن غير حول لي و لا قوة أن أكون من الذين شملتهم رحمة الله بحج هذا العام. سأحاول في الحلقات القادمة من هذه السلسلة من المقالات أن أقدم (صورة قلمية) لهذه الرحلة المقدسة. غادرت طائرتنا البوينج (737) التابعة لبدر للطيران مطار الخرطوم تحت زخات من مطر خفيف تحول كما علمنا ونحن في الأراضي المقدسة إلى أمطار عارمة لا تزال البلاد تعاني حتى الآن من آثارها. تأخرت الطائرة حوالي ساعتين لأسباب خارجة عن إرادة الشركة إذ في المجمل فإن خدمات بدر للطيران كانت ممتازة. عند هبوط الطائرة في مطار الملك عبد العزيز بجدة كان في استقبالنا كوكبة من رجال بعثة الحج السودانية على رأسهم الدكتور إدريس. كان استقبالهم لنا دافئاً, حيث قدموا لنا وجبة عشاء ولكل حاج (جوز إحرام) وشبشب. كانت هدية خادم الحرمين الشريفين لكل حاج هي (شريحة سعودية) من شركة (موبايلي). تم تمييزنا نحن مجموعة الحجاج من قبيلة الصحفيين, حيث خصصت لنا البعثة (حافلة كوستر) سعة الـ (25) راكباً. بعد أن أحرمنا تحركت بنا الحافلة من المطار عن طريق (عسفان) دخولاً الى مكة من جهة طريق المدينة المنورة. استقبلتنا مكة المكرمة (حرسها الله) بذات الزخات من المطر التي ودعتنا بها الخرطوم. وصلنا إلى مكة مع أذان الفجر حيث تم إنزالنا في فندق (بركة الأصيل) في حي (العزيزية) الواقع شرق المدينة المقدسة وهو أقرب المناطق إلى منى. الفندق من فئة (خمسة نجوم), لكنه بالمقاييس السودانية (سبعة نجوم). الإخوة في بعثة حجاج ولاية الخرطوم وعلى رأسهم (أمير حجاج الخرطوم) الأستاذ على الحدقنو وضعونا في عيونهم وأحاطوا الحجاج الصحفيين بعناية خاصة, كانت جزءا من العناية التي بذلوها لبقية الحجاج. ثاني يوم لوصولنا مكة وبعد أن قمنا بطواف القدوم كان لنا لقاء صحفي مع الأخ الحدقنو (وأركان سلامه): مسئول الإعلام الأخ آدم تبن و(طبيب البعثة) الكتور أحمد البشير حيث قدموا لنا (تنويرا) ضافياً وشفافاً عن كيف تُدار بعثة الحج. عصر الخميس كان لنا لقاء جامع في المقر الرئيسي للبعثة مع (أمير الحجيج السوداني) سعادة الأستاذ عمر مصطفى الأمين العام للهيئة العامة للحج والعمرة حيث قدم شرحاً وافياً عن المجهودات العظيمة المبذولة لخدمة الحجيج حيث تبدأ في السودان وتنتهي في ذلك الجمع العظيم عندما يكتمل وصول الحجاج السودانيين وهم يفوقون الـ (30) ألفاً مع بقية حجاج الأرض والذين فاق عددهم هذا العام (مليون وثمانمائة ألف حاج) وهذا يشمل فقط عدد الحجاج الذين وصلوا الأراضى المقدسة عن طريق الجو. تم تفويجنا إلى منى مساء الجمعة الثامن من ذي الحجة. يوم عرفة بدأ يوماً حاراً. خرجت من خيمتي عند الساعة الثانية عشرة ولم يكن في سماء عرفة (غيمة واحدة) وما هى إلا ساعة من النهار حتى تلبدت السماء بالغمام وجاءنا غيث الرحمن في عرفات الرحمن مدراراً مباركاً حتى ناجينا الله (حوالينا ولا علينا). المسافة من عرفات الى مزدلفة (حوالي 6 كيلومترات) قطعناها في ثماني ساعات. الحج عبادة شاقة. سبحان الله الحجاج في منى لا يشعرون بشيء اسمه يوم النحر. تعجلنا بعد ثاني أيام التشريق. بعد طواف الإفاضة بدأ الحنين إلى (بلد الحبيب) يملأ جوانحنا. تحركنا بالحافلة وقائدها (يس) إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم. بعد زيارة المسجد النبوي والتشرف بالسلام على سيدي رسول الله, تم أخذنا إلى محل إقامتنا بحي الخالدية حيث استقبلنا رجال البعثة بذات الحفاوة التي شهدناها منذ هبوطنا في جدة. حينها بدأ الحنين إلى الوطن (يتاورنا) وهذا الشعور لا ينتاب الحاج إلا بعد زيارة القبر الشريف ورؤية (القبة البتتمنى الثريا مكانا). كل مجموعتنا ما عداي والأخوين الفاضل إبراهيم و محمد عبد اللطيف كان سفرهم من المدينة. ودعنا (الرفقة المباركة) وركبنا الحافلة إلى مكة. قضيت يومين مع الخال العزيز (محمد أحمد) بمنزله العامر بجدة. في الحادي والعشرين من أغسطس هبطنا مطار الخرطوم بعد أن أتم الله علينا حجنا وأنعم علينا بفضله وكرمه. حجاً مبرورًا وذنباً مغفوراً. (نواصل)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى