من أين يبدأ حمدوك؟!

* الإجابة على السؤال الافتتاحي في هذا المقال، هي التي تقود إلى نجاح حكومة رئيس الوزراء الجديد الدكتور عبد الله حمدوك، وهي ذات الإحابة التي تقود إلى فشله ـ لا قدر الله ـ لأن البداية الصحيحة تقود إلى نهايات صحيحة، والعكس تماماً، أي بداية خاطئة تنتهي دائماً إلى نهايات خاطئة.

* وضعت الحكومة الجديدة برامجها للفترة الانتقالية، وأجد أن حمدوك هو الأكثر تأثراً وتأثيراً بنجاح أو فشل هذا البرنامج، باعتبار أنه قائد الحكومة والمسؤول الأول عن نتائج برامجها، خاصة أنه يملك الحق في إبداء الرأي، أو رفض أي من المرشحين للوزارة إذا كان ليس بمستوى الكفاءة المطلوبة، وقد عرف عن حمدوك خلال الفترة القصيرة التي تقلد فيها رئاسة الوزارة أنه (لا يجامل) على حساب العمل.. فيجب أن يحافظ على هذا المبدأ الذي فيه سبب النجاح، وهو عدم المجاملة.

* كثير من الناس يرى أن أول خطوات النجاح هي الاهتمام بالاقتصاد، حيث يعتبر البوابة الأولى لنجاح أي حكومة.. وقد ورثت حكومة حمدوك تركة مثقلة بالأزمات من الحكومة السابقة، إذ يعيش السودان وإنسانه أسوأ فترات الاقتصاد وتراجع المشروعات الكبيرة وانهيار العملة الوطنية ـ الجنيه ـ أمام العملات الأخرى، وصار السودان خلال السنوات الماضية يتذيل أي قوائم دولية في الخدمات أو في التقدم الاقتصادي.. بل صارت أقرب الدول إلينا  تفوق السودان بمئات السنين الضوئية في التنمية والخدمات التي هي أساس أي نهضة متوقعة.

* لن يحقق الاقتصاد السوداني أي درجة من درجات النمو إذا ظلت العقليات التي تديره هي ذات العقليات التي تقوم على فكرة (زيادة) الإيراد الضريبي، وفرض المزيد من (المكوس) والجبايات على المواطن، علماً بأن المواطن قدم كل ما يستطيعه من مال لخزينة الدولة، وكان واضحًا أن الدولة (لا تشبع) جراء وجود جيوش جرارة من الدستوريين والتنفيذيين ينتظرون التسيير وأموال الضرائب والجمارك والمكوس.

* كيف تحقق الدولة إيرادات كبيرة وموارد نقد أجنبي بدون فرض جبايات ومكوس؟؟ والإجابة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي الاتجاه نحو استغلال (الموارد).. أما كيف يتم ذلك؟؟ هذا ما يجب أن يبحث فيه حمدوك وحكومته، وأول تلك الموارد (الزراعة) وزيادة (الصادرات)، وتحسين الصناعات بوضع (قيمة مضافة) عليها.

* وهذا في تقديري لن يتم بمجرد إصدار القرارات أو (الفرمانات).. لكنه يحتاج إلى جهد جهيد وعمل دؤوب، يبدأ بتهيئة البيئة لاستغلال الموارد بكافة أنواعها.. وعندما نقول تهيئة البيئة نعني بيئة الزراعة وبيئة الصادر وبيئة الصناعة، وأول ما نشير إليه هو توفير (الكهرباء) لهذه القطاعات، حيث بدونها لن تقوم للزراعة ولا للصناعة ولا للاستثمار قائمة.

وغداً نواصل في كيف نوفر هذا المورد المهم ـ مورد الكهرباء..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى