غرائب حكومة الحرية والتغيير!!

* غرائب كثيرة ومتنوعة لا زالت مستمرة في أنشطة حكومة (الحرية والتغيير)، وتصرفات وزرائها وتصريحاتهم وإيماءاتهم حتى صارت هذه (الغرائب وتلك التصريحات والإيماءات) مادة دسمة للتندر في وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الجديد.. ولم يسلم منها حتى رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، الذي تفاءل بمجيئه السودانيون، بل كان أكثر رئيس وزراء يحظى بشبه إجماع كامل من كل (الطيف السياسي).

* والأمثلة لتلك التصرفات والتصريحات والإيماءات كثيرة و(على قفا من يشيل)، وليس نهايتها ما اعترف به حمدوك في لقائه مع الجاليات السودانية بالعاصمة السعودية الرياض، بأنه لم يتسلم (خطة) تعمل بها حكومته للفترة الانتقالية، وأسوأ ما في تلك الإيماءات والتصرفات ما صرح به وزير ماليتها د. إبراهيم البدوي الذي ينتظر الناس منه (مخرجات) من واقع الحياة البائس وحلحلة أزمات الاقتصاد المزمنة ورجوعه لطلب بيع مقار حزب المؤتمر الوطني، ثم لغته مع المغتربين لدفع (دولار) للخزينة العامة تمكنه من الوفاء بالتزامات كبيرة.

* وقطعاً ليس نهاية تلك التصريحات (التضامن) الذي أطلقه مجلس الوزراء  مع وزيرة الشباب والرياضة الأستاذة ولاء عصام البوشي ضد الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف، وهي قضية شغلت الناس والأوساط السياسية والدينية،وواضح أنها ستشغل مجلس الوزراء شخصياً.. وفي كل هذه (التصريحات والإيماءات) انصراف إلى قضايا هامشية وتغييب حقيقي لـ (مطلوبات المرحلة). 

* ثم جاء تصرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف أمس الأربعاء في ورشة الإدارة العامة للحج والعمرة، التي خصصت لتقييم وسرد وقائع تجربة (الحج الماضي)، وهي التصرفات التي كانت في حق صاحبة الجلالة واستخفافه بالصحافيين، الوزير نصر الدين مفرح عند دخوله القاعة حيث كان عدد من الصحفيين متواجدين خارج القاعة ونبه أحد مرافقيه بأن من بين الحضور نقيب الصحفيين الصادق الرزيقي فرفض الوزير تحيتهم بل أومأ بيده وأضاف: (سيبك منهم) مما أثار سخط الصحفيين وقاموا بمقاطعة الورشة بكاملها.

* من غرائب الحكومة أنها قامت بإعفاء مدير الحج والعمرة في ذات يوم ورشته الخاصة بتقييم إدارة الحج والعمرة المخصصة لحج هذا الموسم، وهو السيد عمر مصطفى علي والذي كان متوقعاً أن يتلو تقرير أداء إدارته في الورشة المخصصة لهذا الغرض.. لكن كل ذلك غير مهم بالنسبة لحكومة الحرية والتغيير فهي الحكومة التي أقالت (34) مدير جامعة حكومية بقرار واحد.. والأغرب في موضوع الجامعات أن مديريها استبقوا قرار الإقالة باستقالات جماعية على خلفية توترات وانتقادات ساقتها وزيرة التعليم العالي.

* يبدو أن عجائب وغرائب حكومة الحرية والتغيير لن تنقضي، ويبدو أننا سنشهد الكثير من هذه الغرائب والمتناقضات.. دون أن تركز الحكومة في قضاياها الرئيسية وينصب جل جهدها ووقتها لقضايا السودان الأساسية، وسرعة انتشاله من عنق الزجاجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى