جهود (حميدتي).. هل تقود لسلام مستدام؟!

* شهدنا خلال الفترة الماضية أنشطة متعددة لقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، بعض هذه الأنشطة كان سابقاً لانهيار الحكومة السابقة، وجلها جاء بعد السقوط المدوي لنظام البشير في الحادي عشر من أبريل الماضي.. وهذا يعني أن بعض هذه الأنشطة تم تنفيذه و(حميدتي) يشغل موقع قائد قوات الدعم السريع، وأهمها تمحور في صد الحركات المسلحة وبسط السلام بالقوة في ولايات دارفور.. ثم انتقال القوات لمرحلة البناء الوطني في مقاتلتها للعصابات المتفلتة والإجرام المنظم في تهريب البشر والمواد الغذائية، وهي كانت حروب ممنهجة لإنهاك الاقتصاد السوداني، وقد نجحت قوات الدعم السريع في كافة تلك الأنشطة، بشهادة المواطن السوداني والعالم أجمع.

* ثم جاء النصيب الأكبر لهذه القوات في الفترة التي تلت سقوط نظام البشير، وتسنم قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي موقع نائب رئيس المجلس العسكري الذي استمر في حكم البلاد قبيل توقيع الوثيقة الدستورية، وبموجبها تم حل المجلس العسكري ودخول الفترة الانتقالية الحقيقية بمجلس سيادة بشقيه (مدني وعسكري)، وصار حمديتي نائباً لرئيسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

* نفذ قائد الدعم السريع ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي عدداً من اللقاءات مع قادة الحركات المسلحة المكونة للجبهة الثورية، وكان بعض هذ اللقاءات في العاصمة التشادية، وبعضها بعاصمة دولة جنوب السودان بجوبا وأخرى بأديس أبابا.. وكل اللقاءات هدفت لميلاد مرحلة جديدة ومستدامة للسلام في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، ووضعت هذه اللقاءات (لبنة) قوية لاستدامة السلام.. خاصة بعد تسمية (حميدتي) رئيساً للجنة الاتصال مع الحركات.

* نجح (حميدتي) في وضع هذه (اللبنة) بين السلطة الانتقالية في السودان والحركات المسلحة بكافة أطيافها، بسبب ما يتمتع به من ثقة وشخصية أهلته لقيادة هذه الاتصالات، الأمر الذي جعل السلطة الانتقالية في السودان تضع آمالاً عريضة لتحقيق السلام، خاصة بعد سقوط نظام البشير والتعاهد والتواضع بين كافة مكونات الثورة التي اجتاحت السودان على التداول السلمي للسلطة، وتهيئة البيئة السياسية وبسط الحريات على أساس المواطنة.. وهو ما جعل من قادة الحركات المسلحة جزءاً لا يتجزأ من مكونات الساحة السياسية، ومنتظر منها أن تحضر وتشارك مع الآخرين في الفترة الانتقالية لبناء السودان الجديد الذي ينتظره بنوه. 

* هذه المعطيات في ساحة السلام دعمتها تصريحات قادة الحركات المسلحة والجبهة الثورية الذين أكدوا على رغبتهم الحقيقية في تحقيق السلام والانخراط في دولة المواطنة وسيادة القانون، وسعيهم الجاد للمشاركة في تهيئة الفترة الانتقالية.

*حملت الأنباء أن حميدتي لا زال يقود تلك الجهود، وهو سيلتقي بقيادات الحركات المسلحة في جوبا خلال الفترة القادمة.. 

*ما لا شك فيه أن لقاء هؤلاء القادة بعد التحولات التي جرت في الساحة السياسية السودانية واستعدادها للعودة بعد طول غياب، بالتأكيد يضع جهود مجلس السيادة في تحقيق السلام أقرب إلى الواقع، وبالتأكيد أن هذه الجهود لن تنتهي كسابقاتها في عهد الرئيس السابق عندما بلغت جولات التفاوض (19) جولة وكلها انهارت لأسباب كثيرة يعلمها الجميع..

* وهذا يقودنا إلى التفاؤل مع الجهود الحثيثة التي يقودها حميدتي بدعم وسند المجلس السيادي وحكومة الفترة الانتقالية، وهي آمال ينتظرها المواطن السوداني في المناطق المتأثرة بالحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، فمرحباً بالسلام في عهد الحكومة الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى