المحاولة الانقلابية !!!

* عندما تحدث نائب رئيس المجلس العسكري عن وجود خلافات بين مكونات الحرية والتغيير ذكر أن ذلك يمنح (المتربصين) الفرصة للانقضاض على الثورة واختطافها.. وقال حميدتي إن أكثر المستفيدين من (الخلافات) هم أنصار النظام السابق.

* ثم لم تمر إلا (24) ساعة حتى أعلن عن محاولة انقلابية جديدة، تم بعدها اعتقال ضباط كبار من الجيش، إضافة الى بعض قيادات الإسلاميين.. وقد تتكشف في الأيام القادمة المزيد من المعلومات حول هذه المحاولة المنسوبة للإسلامين، أو ما يسمى بالدولة العميقة للكيزان.

* استفاد الإسلاميون من خلافات و(تصدعات) الساحة، ودفعتهم فكرة (الإقصاء) والتشدد في الدعوة إليها إلى دخول باب المحاولات الانقلابية، دون النظر في النتائج والمآلات.. هذا ما خرج حتى الآن من معلومات، ومما لا شك حوله أن أي محاولة انقلابية تنشط في إيجاد مظلة (سياسية) وأخرى (دولية).. ويبدو أن المظلة السياسية موجودة، وهي التي يقوم عليها النظام القديم.. لكن يبقى السؤال ما هي المظلة الدولية، أو الغطاء الدولي الذي تتغطى به هذه المحاولة.

* ما لا يختلف عليه أحد أن السودان بات واقعاً في بؤرة تأثير (المحاور الدولية)، وذلك بسبب موقعه الجيوسياسي وتأثيره العربي والأفريقي، خاصة أن فترة النظام القديم شهدت نشوء حاضنات متعددة، أفرزت تقاطعات سياسية دولية، وفرضت تدخلات بأشكال مختلفة.. وبات كل حلف يبحث عن حظوظ مصالحه وأجنداته.

* كيف يستطيع السودان في ظل هذه المعطيات المتشابكة أن يخرج من تأثير العودة لمربع (الانقلابات) التي باتت مرفوضة كلياً بوعي شعبي ودفع دولي ووعي حقوقي كبير.. وأكثر ما يدلل عليه أن السودان شهد أعظم الثورات الشعبية في المنطقة سواء كان تأريخيا أو في الراهن الماثل اليوم، هي ثلاث ثورات عظيمة (أكتوبر 1964ـ وأبريل 1985ـ ثم أبريل 2019).

* ما المطلوب لنخرج من هذا المربع، وماذا نريد من نخبنا السياسية؟؟ الإجابة بسيطة هي الإسراع في تشكيل حكومة الانتقال لملء الفراغ المتمدد الآن لأكثر من ثلاثة أشهر ونمضي حثيثاً للشهر الرابع، ثم الإسراع للوصول إلى توافق سياسي ونبذ الخلاف وأسبابه، وآخر الخطوات الوصول إلى تسامح سياسي لا يقصي أحداً، مع التسليم الكامل بضرورة المحاسبة والمحاكمات العادلة لكل من أجرم في حق هذا الشعب أو أفسد باستغلال سلطة أو نفوذ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى