دور الشباب في المجتمع

إنَ الشباب قوة فعالة يمكنها أن تحقق أهدافاً يعجز عن بلوغها الكبار وإنّ قوة الشباب هي الطاقة الجبارة التي تستطيع أن تقرر مصائر الشعوب وتدفعها إلى أعلى الدرجات، وعلى نشاطها يتوقف مستقبل الإنسانية وحاضرها ويكتب تاريخها، وحينما نرى أمة أخذت بنصيب وافر من الرقي والحضارة نجد وراء ذلك فتية ومجموعة من الشباب عزفوا عن مباهج الحياة ورفاهيتها وعزموا على مواصلة الكفاح حتى يبلغوا الآمال ويحققوا المقاصد والأهداف.

إنَ الشباب في كل أمة هو الذي يعطي القيادات تجدداً ويؤمن استمرار الأعمال البناءة بالعلم والعمل، وفي جميع المجالات، لأنهم ذخرنا وذخيرتنا في مقبل الأيام وعاديات الليالي وهم فرسان معاركنا الاجتماعية والسياسية، وأملنا أن يتسابقوا إلى فعل ما ينفع أهلهم وبلادهم وما يزرع المحبة والتعاون بينهم، والمجتمع بنيان متكامل الأسرة من مرتكزاته والأفراد لبانته والبيت مثابة وسكن تلتقي في ظله النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والمحبة ومنه يأخذ النشء سلوكه وأخلاقه

“وينشأ ناشئ الفتيان منا ….. على ما كان عوّده أبوه”، والشباب في الأسرة روحها المتوثب ودمها المتدفق ومظهر حيويتها ونشاطها، وهو في المجتمع قلبه النابض وعزمه القوي وفي كل ثورة الشباب عامل نجاح، وفي كل معركة نموذج فداء فبأفكارهم تنتشر الحضارات وبقواهم تتوطد المثل الإنسانية والقيم الأخلاقية وبطموحهم تتأكد الحرية ويحافظ على الاستقلال ويرتفع شأن الأمة فجاء حديثنا عن الشباب لأنهم هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع ما هو حادث في عالم اليوم وهم الأعلم بلغته ومطلوباته، وهذا يؤكده ما قام به الشباب السوداني وضحى بأرواحه وسالت دماؤه حتى يتغير الحال إلى الأفضل، والمآل إلى الأحسن بتطلعهم إلى الحرية والتفكير المستقل، فصاروا شعلةً أضاءت الطريق لكل شباب العالم فأصبحوا مثالاً يحتذى ونموذجاً يقتدى بثورتهم السلمية التي أطاحت بأعتى نظام ما كان له أن يسقط إلا بإصرارهم وهمتهم العالية التي لم تفتر حتى الآن، فهي في توقد مستمر ونقول لهم أن يتحولوا من الحماس الثوري والاندفاع الشبابي أو من الثورة إلى كيف نبني الدولة؟ لأن أقيم ما عند الإنسان هو الزمن، فيجب علينا أن نحرص على الاستفادة من الزمن ونتحول من التصعيد إلى التقعيد، لأن أي ثانية تمر تؤدي إلى مزيد من التعقيد وظهور المتآمرين والمندسين الذين لا يريدون خيراً لهذا البلد، فعلينا أن نقفل في وجههم كل ما من شأنه أن يعطيهم الفرصة ليفتوا عضد الثورة أو يخلقوا خلافات بين مكونات الثورة.

فلننتبه إلى ذلك، ونكرر ما ذكرناه في مقال سابق بأنه على الشباب أن يتحرروا ويجعلوا لهم شخصية قائمة بذاتها أو مكوناً يجمعهم سموه ما شئتم، وأن يكون لكم تصور خاص لمعالجات الدولة وإصلاحها مما جميعه يجب أن يكون لكم برنامج اقتصادي وزراعي وبرنامج لإصلاح التعليم والخدمة المدنية ومراجعة كل المؤسسات الحكومية خاصة المتعلقة بالاقتصاد، وهذا لا يعني أن يتخلى الشباب عن آراء الكبار ومشورتهم، لكن المطلوب منهم أن يتقدموا الصفوف وأن يكونوا من: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)، ومن أراد أن يدعمهم عليه أن يكون من خلفهم دافعاً لهم. والله الموفق وهو المستعان.

EMAIL:[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى