المطلوب تجنب التصريحات السالبة من الوزراء والنافذين في الدولة

 من المؤسف أنه بدأت تصدر بعض الأقوال والتصريحات من أعضاء الحكومة ومجلس السيادة مما جعل المواطن يتشكك ما هو القصد وراء هذه التصريحات، هل تفصح عن توجهات مخفية يمهدون لها بهذه التصريحات وذلك بإعطاء المواطن جرعاً تهيئه إلى ما هو قادم وإلا فما المقصود من هذه التصريحات من نافذين في الدولة خاصة مجلس الوزراء والذين لم يؤدوا القسم ولم تجتمع حكومتهم لتقرر الخطوط العامة للسياسات، وإلا ماذا يعني تصريح وزير الأوقاف وقد ورد في الصيحة أن وزير الأوقاف يدعو اليهود السودانيين للعودة إلى البلاد، وهذا تعنى به وزارة الخارجية وسياسة الدولة، وماذا يعني كذلك تصريحات وزيرة التربية والتعليم في لقاء تلفزيوني أن اختلاف المذاهب الأربعة يسبب إزعاجاً.

ونقول لهؤلاء إن الثورة أسقطت الوضع السابق الذي شوه تطبيق الدين ولم تسقط الدين والدين لا يزال باقياً وفي نظرنا الدين سلوك قبل أن يكون دولة وحدوداً، ونحن متمسكون بديننا وأخلاقنا ومثلنا ومذاهبنا وطرقنا، وهي خط أحمر لمن يريد أن يمسها بسوء فعلى الحكومة أن تنتبه وتشتغل بما أوكل إليها في الفترة الانتقالية وفق برنامج محدود وزمن معدود، فنحن مع الحكومة مهما يقال عنها إذا التزمت بما خرج الشعب من أجله من إصلاح اقتصادي وإداري وغيره، وما كنا نتوقعه من وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، أن تتحدث عن التعليم والسوء الذي وصل إليه من عدم مواءمة البيئة المدرسية من فقدان للكتاب حتى أصبح يشترك أكثر من طالب في كتاب واحد، وتدهور مستويات الطلبة حتى صار الطالب في ثامن لا يستطيع كتابة اسمه، والأستاذ لا يجد المرتب الكافي حتى يشجعه على الإخلاص في عمله، كنا نتوقع منها رؤية علاجية لأهم مؤسسة موكول إليها التربية وخلق المواطن الصالح الذي يكون هو الطبيب والمهندس وغيرهم وهذا هو مجالها وتخصصها الذي اختيرت من أجله أما التحدث عن المسائل الدينية فلها وزيرها ومختصها.

 وكذلك وزير الأوقاف كنا نتوقعه أن يقدم برنامجاً إصلاحياً يتناول ويتحدث عن سوء إدارة الأوقاف وأنها لم تقم بواجبها كاملة تجاه المؤسسات الدينية والخلاوى والمساجد التي تدفع فاتورة المياه والكهرباء من تبرعات المصلين مع توفر المبالغ الطائلة لدى الأوقاف والأوقاف من المؤسسات التي تحتاج إلى مراجعة شاملة، وهذا ما نرجوه من كل وزير أن يتناول مشاكل وزارته وما هي خطته للإصلاح وإلا فإن تداخل الاختصاصات والتصريحات دون تمعن وتبين يؤدي إلى الفشل وهذا ما لا نريده لهذه الحكومة التي تفاءل الناس كثيراً بقدومها وما نتوقعه من رئيس الحكومة أن يكون لحكومته برنامج محدد ومؤقت، برنامج لكل وزارة يتقيد به كل وزير لا يحيد عنه، ولا يخرج منه وعليه يحاسب ويقال له إذا أحسن أحسنت وإذا أساء أسأت، ولا بد لهذا البرنامج أن يعرض على الشعب بتفاصيله تلك حتى يكون هو الرقيب على أداء الحكومة متابعاً لخطواتها وتصرفاتها وأن يعينها إذا أحسنت ويبصرها بالخطأ اذا أخطأت.

 هذا شيء مهم للغاية، وأنه منذ الاستقلال لم تطرح أي حكومة برنامجاً معلوماً ومدروساً في كل المجالات حتى يحاسبها عليه الشعب حتى كان المرشح في الدائرة المعينة يترشح لأكثر من دورة ويفوز لأنه لم يحاسب على تقصيره وعدم تقديمه أي خدمة تذكر في دائرته ومن المؤسف أن الحزب يحميه ويزكيه لكل هذه الدورات وأننا نريد أن نستفيد من كل تلك الأخطاء بأن تكون هناك حكومة برنامج لا زيادة فيها ولا نقصان إلا ما أملته ظروف المكان والزمان والأحوال المتجددة والتي ليس للحكومة لها فيها يد وهذا معلوم. 

 E-mail:[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى