متاريس المدارس (1-2)

ناهَض بيان صادر من  لجنة المعلمين المنبثقة من تجمع المهنيين المنضوي والموقع على إعلان الحرية والتغيير الذي رشح حمدوك رئيساً للوزراء، ناهَص البيان قرار دولة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والخاص بإعادة فتح المدارس!!!

وبعيداً عن اللغة العدائية التي صيغ بها البيان ونبرته التهديدية الواضحة، فإننا نستطيع أن نخلص إلى أن اللجنة أخطأت  شكلاً وموضوعاً..

فحمدوك الذي لبس للتو (المنى) وخلع (الحذر) لا زال يترسم خطاه في واقع دغل ليحاول أن يبسط  بعضاً من إرادة الحياة والأمل في ساحات العطاء والعمل لدينا. من الطبيعي أن تقاومه الفلول وتعينه (الموالاة) لا العكس.. هكذا قوانين تداول السلطة وفي كل عصر ومكان، لم تتغير من لدن روما القديمة وحتى انتخابات إستاد الفاشر.. تحت شعار مبثوث:

(هي بدورك تضاير لي ديل فوق ديل).

تمثل المكونات التي أنتجت السلطة أحصنة إضافية أمام العربة أو امرأة عظيمة خلف كل رجل عظيم ولكن لا تجره إلى الخلف أبدًا..

بدا وكان البيان قد صاغته الفلول وبامتياز، مدخله التشاؤم ومخرجه إعلان المناهضة وجلب المتاريس إلى المدارس…

ومثل أي رؤية تتصادم مع إرادة الحياة وجدت لجنة المعلمين نفسها وحيدة ومعزولة في مواجهة قرار حمدوك وأولياء الأمور وحركة الحياة..

 الحياة ليست منحة بشرية.. وخيار الشعوب دومًا هو الحياة، وسعيها المقيم أن تستمر الحياة، حتى إذا ما تقاعس أناس عن اشتراطات الاستمرار وتولوا استبدلوا بآخرين ثم لا يكونوا أمثالهم..

ومثلما تقول النكتة المشهورة (في فلسطين، الدانات شغالة والدايات شغالة).. فإذا فرغت فانصب…

قرار حمدوك هو الدخول الى الأزمة والعمل على إجاز المعالجات وإنتاج الحلول.. ساهل جداَ ان ينأى بنفسه عن بذل أي جهد، وان ينتظر تكوين الوزارة الجديدة، والجلوس للمنابر العديدة، وفرز الكيمان ولجنة تنبثق عن لجان،  ليصبها كسلاً وعطالة دون أن يلامس مواطن الداء.. وفرق كبير بين من يتصدى للمشكلات ومن يكتفي بلعن الظلام وإصدار البيانات!!

لم يفت الأوان بعد على لجنة المعلمين أن (تضاير) بيانها و(تلملم) نواياها لتتصدى لواجب دعم قرار السيد رئيس الوزراء ومن ذات المآخذ والتروس التي ألقتها اللجنة كمعوقات تعترض فتح المدارس.. تلك المعوقات معترف بها من قبل حمدوك نفسه، ولكنه اختار أن يخرج لها (متحزم ومتلزم) ولي قدام (تاشاً عين الضلام بالضو)..

أولادنا على حافة الضياع.. في حالة انتقالية لا معنى لها ولا سقوف، يفاقمها بيان المعلمين..

 ثمة مثل دارفوري عجيب:

(اللقمة الكبيرة بتودر الضرا) 

وأظنه مثل يتسق والشروط التعجيزية التي وضعتها (أم العروس) لفتح المدارس..

يعني معقول ننتظر والمدارس حتى يتم كنس آثار الإنقاذ وحل أزمة الوقود والرغيف وانعدام المواصلات وأزمة المعينات المدرسية وتحسين أوضاع المعلمين والعنقاء والغول والخل الوفي!!.

لن يجاريكم دولة رئيس الوزراء فهو بحكم شيوعيته السابقة، وشطارته الحالية يتذكر ويحفظ عن ظهر قلب تلك الأهزوجة التي انطلقت إبان الاحمرار المايوي:

(لاك فارسنا لاك حارسنا يا القفل مدارسنا).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى