ماكينة طباعة الوظائف

مضت خمسة أسابيع حسوماً على تعيين معالي محمد طاهر أيلا رئيساً لوزراء “الكفاءات”، وما زالت “ماكينة طباعة الوظائف”تعمل ليل نهار. جنباً إلى جنب مع صرير مفاتيح “الحل” التي تدير”صواميل” الرؤوس التي جثمت على الصناديق والمؤسسات والهيئات والوكالات “الخُزعبلية”، حتى علا رؤوس سادتها الصدأ من طول المكوث والمثابرة على جني محصول الوظيفة النقدي الوافر الذي يُطعم الفالوذج بدهن الفستق، و”قبّلت خدودهم رطوبة الأنداء والبهجة النضيرة”.

هل يا تُرى جاء في ديباجة الوصف الوظيفي لمعالي رئيس الوزراء، بأنّ “يحل” فقط، ولا “يربط” شعبه بما يجري؟!

غياب النظرة الكُلية للأزمة السياسية والاقتصادية والمجتمعية التي أفضت إلى تصفير عدّاد “مركب نوح الوزاري”، تبدو جلية وواضحة. ومع ذلك، تعمل “ماكينة طباعة الوظائف”في همة ونشاط لاستنساخ المزيد من الوزراء والوكلاء ومن في حكمهم من الكائنات السياسية الحامضة. يخرج رجل “صندوقي” من هنا محمولاً على أجنحة “الحل”، وسرعان ما يدخل”كمشة” وزراء ووكلاء جُدد إلى “حظيرة” وطن الجدود الوزاري، “كأنّما بابُ الأميرُ عراءٌ ما به أحدُ”!

هبْ أن هناك ما يبرر طباعة المزيد من عُملات الوزراء النادرة وطرحها في أسواق الوزارات التي لن تجد فيها “كرسياً فاضياً” للمستوزرين الجُدد. وهبْ أن هناك ما يبرر تفكيك الصناديق الخشبية المتناثرة على طرقات الدولة حتى نخرها السوس البشري. أليس من حاجة إلى توضيحات راتبة من منصة “إعلام أزمة” رسمية، تُبرر ما نراه من دوران ساقية الحكومة حول نفسها لتغرف من البحر إلى البحر، أو كما يبدو للرعية الذين غُمّ عليهم “فنيّات” الحكومة التي “كترت”؟!

مثلاً..

تأسّس صندوق إعمار الشرق عقب اتفاقية “سلام الشرق” بأسمرا في أكتوبر من العام 2006 وتدفقت عليه ملايين الدولارات. لا أحد من غمار الشعب يعرف شيئاً عن” لماذا تمّ “تركيبه” ولماذا تمّ “حلّه”. وهل سيعقب حل الصندوق وتفكيك جنباته، تحقيق عن “الذي مضى” من أحوال وأموال؟!

خلّي بالك..

من السهولة أن تلحظ يا صاح، المفاصلة الإعلامية التي تجري في هدوء بين قنوات ومؤسسات حزب المؤتمر الوطني المعنية بالصحافة والإعلام، وبين نظيرتها الحكومية، وكانتا توأماً سيامياً حتى “أمبارح القريبة دي”. كلاهما يرمق الآخر في حذر وشذر. وعندما”تتحاذر” الأفيال، الحشائش وحدها هي التي تعاني. ويا لفساد رائحة الأمل حين تَهبُّ من الحشائش!

من الضرورة بمكان، الإقرار بأن إدارة الأزمة الحالية في وجهها الإعلامي، شكلها “عرّة”. كلها قُروح وجُروح وعوار. ما يستلزم “فرز الكيمان”، بالاعتماد على عناصر محترفة وكفوءة توفّر الإسناد لقرارات “الفك” والتركيب”، بدلاً عن هذا “الدافوري” الذي يُثير الغبار والغثيان ويحجب الرؤية، لو أحسنّا الظن بأن ثمّة رؤية قد تطل من خلف الغبار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى