كائنٌ غريبٌ!!!

قِوى الحُرية والتّغيير “قحت”، اتّهمت بعض مُكوِّناتها بالسعي لإجهاض الثورة! وخصَّت بالاتّهام “تجمُّع المهنيين”! وأضافت في مؤتمرٍ صحفيٍّ يوم أمس الأول أنّها لم تتمكّن من إعداد الخُطة المطلوبة لإنقاذ الاِقتصاد وإدارة الفترة الانتقالية بسبب الخلافات الدَّاخليَّة التي يفتعلها الحزب الشيوعي! وقالت “قحت” إنّها مع تجديد حالة الطوارئ، وإنّها ستمضي في اتّجاه تعيين ولاة مدنيين دون انتظار لاتفاق السلام كما جاء في إعلان جوبا مع الحركات المسلحة! تصريحات مُثيرةٌ وخَطيرةٌ وجَديرةٌ بالتّوقُّف عند بعض إشاراتها.

كتبنا وكتب كثيرون أنّ الحزب الشيوعي كائنٌ غريبٌ لا يعيش ويتمدّد إلا في المُناخات العَكِرة والأجواء المُظلمة! ولذلك فهو مع “الثورة” وفي نفس الوقت هو من يَنشط في مُعارضة حكومة “الثورة”! وهو من يُنظِّم التظاهرات والوقفات الاِحتجاجية المصنوعة التي يستهدف بها إبعاد خُصُومه وحَشر منسوبيه مكانهم! يَتَحَرّك حيناً بنفسه، وحيناً عبر واجهته الهُلامية “تجمُّع المهنيين”! يخدم في أجندته ولسان حاله يقول “فليذهب الثُّوّار وأحلامهم الى الجحيم”!

نعم يفتعل الحزب الشيوعي الخلافات داخل مُعسكر “قحت” حتى تتهيّأ له الأجواء المُلائمة للابتزاز السياسي وللاستقطاب التنظيمي! ولكي ينجح في ذلك يلزم أن يكون الغبار كثيفاً، و”بعّاتي الدولة العميقة” ضخماً مُضخّماً ومُعلّقة على شَمّاعته أزمات الخُبز والوقود والغلاء والمُواصلات وتجاوُزات الأمن الاجتماعي وغيرها من الأزمات التي لم تُبذل حيالها جُهُود مَلموسة في ظل انشغال الحكومة بقضايا إجرائية وانصرافية وغير ذات أولوية حقيقية!  

لقد سبق للحكومة أن أعلنت على لسان الناطق الرسمي باسمها أنّ أوْلى أولوياتها هي تحقيق السلام، وسعت في ذلك فعلياً وتَوَصّلَت لتفاهُمات، بل تَمّ تَحديد مُمثلي الحركات وتاريخ بدء جولة التّفاوُض مع الإعلان عن تأجيل تشكيل المجلس التشريعي وبقية الهياكل الانتقالية لِمَا بَعد السلام الذي يَستلزم تعديل الوثيقة لاستيعاب الحركات في مُستويات الحُكم كَافّة، كيف إذن تَتَحَدّث “قحت” عن تعيين وُلاة مدنيين دُون انتظارٍ لاتّفاق السلام؟ ماذا يعني هذا؟

الذي نخلُص إليه أنّ هذا الاضطراب والارتباك الماثل ضَارٌ بالوطن وبالمُواطنين الذين لا يزالون في حالة أملٍ وحُلمٍ بدولة القانون والأمن والنهضة والرخاء والحَدَاثَة، لم تعُد نغمة الدولة العميقة تُطرب أو تُقنع عاقلاً، اِنتظار الدعم السخي من الغربيين والأقارب اِنتظارٌ للمجهول، لا مخرج سوى الاعتراف بالأزمات الخانقة والجلوس بقناعةٍ وتواضُعٍ للبحث عن حُلُول عملية والاستفادة من التجارب والخُبراء من أبناء الوطن كَافّة، الذين يركبون مركباً واحدةً ويهمهم جميعا النجاة والرفاه. 

لمّا سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومه يوم الخميس تطوعاً قال “ذاك يومٌ تُرفعُ فيه الأعمال وأُحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم” أخلص الله عملنا وتقبله وجعلنا من الصالحين.

الرقم 0912392489 مُخَصّصٌ للرسائل فقط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى