الشيوعيون وحمدوك!

دعا الحزب الشيوعي إلى التظاهر ضد حكومة الدكتور حمدوك حال فشلها في القيام بواجباتها! حكومة في رحم الغيب يتخذ الشيوعيون موقفاً منها ويدعون للتظاهر ضدها حال فشلها وتقاعسها! موقفاً قد يكون مقبولاً من حزبٍ يجلسُ في المدرّجات يُراقبُ ويتفرج، لكن الحزب الشيوعي حزب أصيل وفاعل في “قحت” وحاضر عبر ممثليه الرسميين ومنسوبيه المتسلقين على أكتاف المهنيين وغيرهم من مكونات “قحت”! الأمر إذن ليس أكثر من استهبال ومحاولة تذاكٍ من الحزب الذي يجتهد في ركوب سَرْجي الحُكم والمعارضة!

كنتُ أتوقعُ أن يُوجِّه الحزب الشيوعي طاقاته وإمكاناته نحو إغاثة وإعانة المكروبين في الأمطار والسيول والفيضانات، بل يُوجِّه قواعد “قحت” للانتشار والقيام بالممكن مثلما فعل إخوانهم أفراد قوات الدعم السريع.. وليترك الشيوعيون حمدوك لممارسة مهامه بهدوء.. د. حمدوك نال ترحيب معظم أهل السودان بتصريحاته المسؤولة وتحركاته الجادة، والحال هذه فإن الرجل يحتاج الوقوف الجاد معه وتمكينه من الاختيار الحر للوزراء والمديرين اعتماداً على معايير القدرة والخبرة والكفاءة بعيداً عن الوصاية ومحاولة فرض أسماء عليه!

المواطن السوداني في كافة الأصقاع ينتظر على جمرِ، تشكيل الحكومة الجديدة ودخولها الفوري مرحلة الخطط والبرامج الموجهة نحو النهضة والتنمية وتوفير الخدمات ومواجهة غول الغلاء والفوضى، ومثلما أن آمال المواطن عظيمة واستبشاره أعظم بالمستقبل بعد نجاح الثورة وحدوث التغيير، فإن الخيبة ستكون كبيرة ومضاعفة حال تأخر التشكيل وبروز خلافات سياسية حوله! والأسوأ سيكون حال تيقُّن بل إحساس الشباب العريض الثائر أن الأمر إجمالاً لم يعد “في يدهم” ولم يعُد يخدم ما ثاروا من أجل تحقيقه!

خارج الإطارس:

مؤسف جداً ما وقع من أحداث ببورتسودان بين أهلنا البجا والنوبة، مهما تكن الخلفيات والملابسات والأسباب، فإن ما وقع مؤسف ومحزن ومؤلم ومُدان ومرفوض، رحم الله الضحايا وكتب الشفاء للجرحى وحقن دماء أهل السودان في كل مكان، والشكر مستحق للقيادات العسكرية التي هبّت إلى هناك وجلست مع أطراف الصراع ونجحت في ترسيخ التهدئة ورسم ملامح الحلول.. أما وفد “قحت” الذي بادر وسافر إلى هناك، ربما دون ترتيبٍ وتحضيرٍ كافٍ ودون إحاطة كافية بطبيعة القضية وحساسياتها فإن عليه الاستفادة من التجربة! 

ما تناقلته الوسائط من اعتداء على الصحفي الشاب إبراهيم بقال سراج يجد منا كل الشجب والاستنكار والإدانة بصرف النظر عن آراء بقال ومواقفه واللغة التي يُعبّر بها.. هو رجل لا يملك إلا قناعاته ومواقفه وقلمه، ومن البؤس أن يُعتدى عليه وتُسلب ممتلكاته وأهمها أجهزته ومعداته الفنية التي يستخدمها في التعبير عن رأيه والتواصل مع الميديا، هذه بعض نتائج التعبئة السالبة ومحاولات أخذ القانون باليد! كامل التضامن مع بقال والدعوات له بالشفاء، وبالتوفيق للنيابة والشرطة في التعامل مع القضية .

رسائل عديدة وصلتنا نعود إليها لاحقاً إن شاء الله تعالى .

الرقم 0912392489 مخصص لاستقبال رسائلكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى