الشهداء والكُوليرا !

الشهداء أكرم منا جميعاً ليس في ذلك شك ولا جدال، أرتال من الشهداء سقطوا خلال الحقب المتعاقبة في بلادنا ورووْا بدمائهم الزكية تراب هذا الوطن ومهروا بأرواحهم الغالية استقلاله واستقراره، ذهبوا إلى ربهم شهداء أطهار أخيار نسأل الله القبول لهم جميعاً وأن يبارك في أبنائهم وأسرهم وفي أهل السودان أجمعين .

اللجنة التمهيدية لأسر شهداء ثورة ديسمبر قالت إن عدد شهداء الثورة المحصورين لديها “277” شهيداً، وإنها رصدت صدمات وحالات نفسية وسط ذوي الشهداء وتسعى لإيجاد علاج للمصدومين وإنها في سبيل ذلك قامت بإعداد دراسة اجتماعية لكل أسرة حيث اتضح لها أن بعض الأسر تعيش ظروفاً قاسية بسبب فقد عائلهم .

الاهتمام بالشهداء وأسرهم معنوياً ومادياً أمر لازم ومهم، بصرف النظر عن الخلافات السياسية أو ظروف وملابسات الاستشهاد، فكل من سقط شهيداً تستحق أسرته الصغيرة وعائلته كل تقدير واحترام وإكرام، وينبغي للحكومة الحالية وبدون حرج، الاستفادة من تجربة الحكومة السابقة في رعاية أسر الشهداء والمفقودين الذين يتوجب معاملتهم معاملة الشهداء إلى حين التيقن من مصيرهم .

كل الأمل ألا تنشغل “حكومة حمدوك” بالمفاوضات مع الحركات المسلحة وكيفية تعديل الوثيقة الدستورية لاستيعابهم في كافة هياكل ومستويات الحكم ثم التفاوض من جديد مع المجموعات الغاضبة مما يعني تلقائياً الترهل وبالتالي الضغط القاتل على الميزانية مما قد يخصم من مخصصات أسر الشهداء والمفقودين .  

 لا علاقة بين شهداء ثورة ديسمبر وحالات الإصابة بالكوليرا التي أعلنتها الحكومة في ولاية النيل الأزرق إلا في الظروف المحيطة والآثار القاسية على المتأثرين، فمثلما تعاني أسر الشهداء من ضغوط الصحة والتعليم والسكن والمعيشة، فإن السلطات المحلية في النيل الأزرق تُعاني من صعوبة الوصول للحالات المُشتبَهة وتردي صحة البيئة وعدم توفر محارق للنفايات الطبية مما يؤدي لمعالجتها مع النفايات العادية وفي ذلك خطر داهم على المواطنين .

طالما أن الحكومة رأت الإعلان عن حالات الإصابة بالكوليرا وأنها خمس حالات وفاة و”67″ حالة إصابة تم عزل “18” منها، فإنها مطالبة بذات الشفافية والهمة التي وقفت بها ميدانياً على الحالات، أن توفر علاجاً عاجلاً للبيئة حتى لا ينتشر المرض ويتحول إلى وباء، ومؤكد أن عليها في الجانب الآخر التعامل مع قضية الشهداء والمفقودين بكل جدية ومسؤولية بعيداً عن الشعارات والهتافيات الممجوجة التي ما عادت تُجدي، نسأل الله السلامة والعافية .

مع القراء:

القارئ د. عادل عبد المنعم انتقد مطالبة القارئ صاحب الرقم “0913865819” بالعودة بسن المعاش إلى “60” عاماً بدلاً عن سن “65” بحسب قرار الرئيس السابق، وقال إنه لا يُعقل الاستغناء عن آلاف الخبرات دفعة واحدة من أجل استيعاب مداخيل خدمة بلا خبرة، وامتدح قرار رفع سن المعاش الى “65” مشيراً إلى أنه أصبح حقاً مكتسباً للعاملين الحاليين، وقال إن الوظائف المتاحة للمواطنين قليلة بالقطاع الأجنبي والقطاع الخاص وأن الحل يكمن في زيادة الإيرادات والتوسع في المشروعات الاقتصادية الكبيرة .

القارئ يوسف علي الغزالي “النيل الأبيض – الشِّطيب” طالب بمنع الأجانب من شراء الماشية والسمسم من مناطق الإنتاج بالعملة المحلية ثم تصديرها بالعملات الصعبة بمساعدة بعض ضعاف النفوس !

الرقم 0912392489 مخصص لاستقبال رسائلكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى