أبقر والشِّقيق.. نداء استغاثة !

اللهم بقدرتك ورحمتك، اجعله غيثاً مُغيثاً ينبتُ به الزرع ويروى من الضَّرع، ولا تجعله – بفضلك ولُطفك – وابلاً مميتاً بما كسبت أنفسنا من الخطايا والذنوب .. أمطار غزيرة متواصلة و”عِينات ناجحة” رويت بها الأرض ورَبَت في كل مدن وقرى بلادنا، فرح بها الناس رغم الخسار والدمار، فرح التُّراب والشجر والدواب.. فالأمطار تحمل في طياتها الرحمة والطمأنينة ، إلا أن تكون مُرسلة وعقاباً بسبب محاربة الله ومحاداته وانتهاك حدوده وحرماته وشيوع الظلم بين عباده.

أهلنا في بحر أبيض وخاصة في محلية أم رمتة وحواشي محلية الدويم تضررواً كثيراً، ليس من الأمطار المباشرة بل من السيول المجنونة التي فقدت مجاريها الطبيعية وانحدرت من كردفان عبر وديان “الشعطوط، إيد الناقة ، أبو حوت” وغيرها، والتي جاءت شرقاً تهدر فافترست مدينة “الشِّقيق” والتهمت نصفها وطحنته طحناً، ثم واصلت زحفها فغمرت مشروع أبقر الزراعي، وتقول الإحصائيات المتوفرة إن حوالي “85%” من مساحة مشروع أبقر والأراضي المجاورة والتي تبلغ في جملتها حوالي “21” ألف فدان قد غمرته المياه تماماً بارتفاع وصل إلى خمسة أمتار، ودمرت السيول كافة القنوات الخاصة بالمشروع .

أما قرى منطقة أبقر فحدِّث ولا حرج، هناك قرى مُسحت تماماً من الوجود بنسبة “100%” تقريباً، منها قرية “شَرَفَت”، قرية “الشاطئ” بشقيها الغربي والشرقي، قرية “كسيرة” وقرية “العشرة”، هناك قرى أخرى تضررت بنسب متفاوتة منها للمثال “حلة أولاد سليمان” تضررت بنسبة “50%” ، قرية “الشيخ الحسين” تضررت بنسبة “40%”، قرية “شكيري” تضررت بنسبة “20%”.. الحمد لله ليس هناك خسائر في الأرواح، لكن أهلنا في تلك القرى فقدوا منازلهم وأثاثاتهم وبهائمهم وخرجوا بأنفسهم فقط، تفرقوا في القرى القريبة ولا يزال مئات منهم في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

السيد والي الولاية المكلف قام – مشكوراً – بزيارتين لقرية الشاطئ، وقدم بعض الموجود “الجود بالموجود” من الخيام والأطعمة والتي لا تساوي “1%” من الاحتياجات الضرورية، لكن إجمالاً يمكن القول إن دور الحكومة المركزية والمحلية مفقود تماماً تماماً، ولا يلمس المتضررون لها أي أثر أو عون أو حتى مواساة، بعض أبناء المنطقة وعلى رأسهم الرجل الهميم النشط الأستاذ حسن بشرى عوض الله تحركوا واجتهدوا، شبكة منظمات بحر أبيض عقدت اجتماعاً طارئاً لمجلسها الاستشاري بحثت فيه كيفية التحرك العاجل الناجع لإغاثة المنكوبين، لكن لا يزال الوضع سيئاً ومتفاقماً والمواطنون في العراء.

سعادة الفريق أول محمد حمدان “حميدتي” نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي قام اليوم بجولة تفقدية للمناطق المتأثرة بالأمطار بولاية الخرطوم يرافقه السادة رئيس لجنة الأمن والدفاع ومدير عام الشرطة ومدير جهاز المخابرات ووالي الخرطوم، وليت ذات المجموعة “مع تغيير الوالي فقط” تقوم بزيارة مماثلة وعاجلة لمحلية “أم رمتة” للوقوف ميدانياً على الأوضاع الخطيرة والأضرار الكبيرة هناك ومأساة المتكدسين في العراء في المناطق المرتفعة وتقديم العون الضروري والمباشر لهم، من الخيام والغذاء والدواء والآليات .

نسأل الله دفقاً من رحمته وفضله.

خارج الإطار: وصلتنا حزمة رسائل ننشرها لاحقاً إن شاء الله، كما تلقينا مهاتفات من القراء الكرام: أحمد شريف النيل، علي محمد أحمد، محمد الجيلي، مكي حامد مكي ومحمد عبد الكريم حجير، تحدثوا فيها حول موضوعات عديدة، والكلام الشَّفَهي يُنسي بعضه بعضاً، ولذلك خصصنا الرقم 0912392489 لاستقبال رسائلكم فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى