تحت الرماد وميض نار

** حين كتب الشاعر بأنه يرى تحت الرماد وميض نار وأنه يخشى أن يكون لها ضرام، وفسر ذلك بأن الحرب أولها إشارات وكلام، ومالي أردد هذه الأبيات في الأيام الماضية، وقد تتردد بعض عبارات الخلاف، وكذلك اعتداءات عسكرية وبعض حوادث النهب في المدن الكبرى والوقفات الاحتجاجية اليومية، وظهور بعض حالات البلاغات والمحاكم وليس من بينها تحقيق أهداف الثورة.

** بالأمس استمعت لكامل خطبة السيد الإمام الصادق المهدي، وبها العديد من الإيماءات وسماها تحديات ومنها رغبته في وحدة خطاب الحركات المسلحة، وإصراره على ضرورة عقد المؤتمر الدستوري المؤجل من سبتمبر ١٩٨٩م، وإصراره على ضرورة أن يكون الهم الأكبر اللجوء للشعب، وقيام انتخابات أصر بأن تكون كاملة الدسم.

** تأجيل إعلان الولاة المدنيين يؤكد ثمة خلاف بعد تصريحات بأهمية الوالي العسكري، وإصرار قوى الحرية والتغيير على كامل المدنية، وقد يحدث هذا، ولكننا ننسى بأننا قبلنا إشراف العسكر على الجيش والأمن والقوات النظامية في المركز، بينما الإشراف عليها في الولايات للولاة، وقد يحدث الصراع والخلاف والجدل .

** أعترف بأنني أعجبت بتصريحات رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك وتحركاته الأخيرة وكذلك ما صدر من معظم وزرائه الذين لم يشغلوا أنفسهم بالموضوعات الخلافية، مما أعلن بداية الثورة تركها للحكومة المنتخبة نهاية الفترة الانتقالية، وقد يكون من بينها تغيير شعار التلفزيون وتحديد شكل الحكم والتشريع واستمرار يهود السودان في إسرائيل لأنهم لم يطلبوا غير ذلك، وهلمجرا من العناوين، وقد يكون من بينها إثارة الإعلام الزائد على كرة القدم النسائية والتي كانت تُمارَس بدون ضوضاء أو أضواء.

** موضوع إثارة أمر النقابات لا غبار عليه، وأتابع تحركات في القواعد لسحب الثقة من لجان النقابات الحالية، وهذا أمر لا غُبار عليه، ولكنني أرى أن القانون الحالي هو قانون نقابة المنشأة، وليس النقابة الفئوية التي نعرفها وعملنا فيها وأرى أن يتم تغيير قانون النقابات قبل الصراعات والحراك الحالي.

** وضح وجود رغبة عارمة في الاستقرار حتى تتمكن حكومة حمدوك من العمل وجني ثمار التحركات الدولية الأخيرة والرجل يحتاج للراحة من الخلاف والجدل وإطفاء نارٍ هُنا وأخرى هناك، وذكرت في مقال سابق بأن الحكومة وسياساتها تحتاج لتحييد المعارضين وتحويل المُحايدين إلى مُوالين وهذا يكون بسياسة مقبولة تُراعي مصالح الناس وهمومهم الحياتية وتحقيق أبرز أهداف الثورة، وهي السلام الحقيقي العادل، وكشف الفساد ومعاش الناس.

** نقطة نقطة **

** حضرت في عطبرة قبل أيام حشداً من الثوار تحت رايات الحرية والتغيير وتجمعات المهنيين وأحسنوا استقبالي وأجلسوني  في الصف الأول وسعدت بالكثير مما سمعت عن تحقيق أهداف الثورة وإزالة الفساد والاحتكام للقانون بعيداً عن الإقصاء وضربوا العديد من الأمثلة حول فشل النقابات في الاهتمام بحقوق العاملين قدر اهتمامها بتجارة الخراف والأجهزة الكهربائية.

** الحديث أمام ثوار عطبرة فرصة لم أضيّعها خاصة حينما قدّموني بصورة أرضتني فتحدثت وأوصيتهم بالحفاظ على تميّز أم المدائن وتخليد رموزها من رواد العمل النقابي الذين ضربوا المثل في تركيز الشعار الخالد (لكل حزبه والنقابة للجميع)، والمثل كان بقامة رواد ومؤسسي العمل النقابي جمعت اليمين و اليسار وإن كان اليسار هو الدينمو المحرك، فإن قائمة رؤساء نقابة عمال السكة الحديد على سبيل المثال على رأسها سليمان موسى و الطيب حسن، ومحمد الحسن عبد الله الاتحاديون، وعبد الله بشير حزب أمة، وموسى متي الإسلامي، فيما كان العمل الاستراتيجي عند الشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين والحاج عبد الرحمن وعلي محمد بشير رحمهم الله حميعاً.

** طلبت من ثوار عطبرة التركيز على إبراز إنجازات النقابيين وعودة الاسم الخالد لمدرسة العمال الوسطى للبنين وتأسست في الدورة النقابية ٥٣/٥٥م وكنت أحد طلابها وسُمّيت مؤخراً مدرسة النيل!!! وكذلك مدرسة العمال الوسطى للبنات التي تأسست في الدورة النقابية ٦٤/٦٦م وعملت بها معلماً لعدد من السنوات ووجدت اسمها قد تغير لمدرسة نسيبة!!!

** إن كان أمر إزالة اسم السودان من قائمة رعاة الإرهاب يحتاح إلى شهور وسنة كما سمعنا فإن إعفاءنا من الديون لا يحتاح إلا ليوم واحد لو صدقت النوايا وعبارات الوعود العسلية المتكررة.

** إن كان لابد من التعليق على حالنا الكروي المائل فيكفي المستوى المتدني لفريقي القمة الهلال والمريخ وتلاعبت بهما فرق كادوقلي وعطبرة وبورتسودان، وقد تابعت هذه المباريات ولم يجد الفريقان دعم الحكام كما تعوّدا.

** المستوى المتطور لبعض حكام الكرة من الولايات يدعو للإعحاب وشهدت في عطبرة مباراة بين الوطن والشمالي وهي من المباريات ذات الحساسية وأدارها الحكم الشاب أمين وهو ابن أبرز رموز الكرة العطبراوية محمود اللبودي، وبعد المباراة خرج مرفوع الرأس وعجبت لأننا لا نراه في مباريات الممتاز، والسؤال للجنة التحكيم ورئيسها أخونا وبلدياتنا عامر عثمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى