إلى الرفيق صِدِّيق يوسف

* عندما نكتب عن قيادي من أي تيار أو توجه، فإن ذلك ليس معنياً به الشخص لذاته، وإنما المعني هو الفكر الذي يعتنقه هو وجماعتُه والسلوك الذي يسلكونه ويكون ذلك من باب المحاورة لفائدة أطرافٍ ثلاثةٍ هي المتحاورون والمتابعون. أو من باب المناظرة لفائدة طرف واحد هم المتابعون.

   * ومع يقيني أن صديق يوسف القيادي بالحزب الشيوعي وأكثر أعضاء لجنته المركزية ظهوراً في الأجهزة الإعلامية لن يرُد على ما يرِد هنا لكنه قد أطلق رسالة عبر الزميلة صحيفة (الانتباهة) مفادها: نيتهم التصعيد في وجه المجلس العسكري حتى الموت!! وأردنا أن نقول له حنانيك وعطفيك ولطفاً بنفسك. فالوطن الجريح يحتاجك وأمثالك لإثخان جراحه!! فأنتم الذين لا تُصَعِّدون قيم التعايش وإنما ترفعون شعار (حرق المراحل) ولا تؤمنون بِلُحمة النسيج الاجتماعي وإنما تعتمدون (صراع الطبقات) ولا تُعْلُون شأن الإنتاج وإنما تدمرون وتشجعون تدمير ما ينتجه الآخرون. وتتخذون كل ذلك منهجاً للوصول إلى الكرسي!!

   * قال صديق يوسف: (إن المجلس العسكري يملك السلاح والبنادق ونحن سلاحنا التصعيد حتى لو منعونا وضربونا رصاص مرة أخرى)! عجيبة عبارة (ضربونا رصاص مرة أخرى)! فمتى كانت المرة الأولى التي تعرض فيها شيوعي واحد للموت في ميادين الاحتجاجات منذ أول شهداء الثورات جميعها (القرشي) في أكتوبر 1964م وهو غير منتمٍ، مروراً بأيقونة ثورة ديسمبر 2018م أستاذ المرحلة الثانوية أحمد الخير وهو إسلامي، انتهاءً بآخر شهيد يوم 3 يونيو الجاري.. من بالله عليك يا أستاذ يوسف من شهداء الثورات الشعبية عبر التاريخ كان يحمل بطاقة الحزب الشيوعي؟!

   * أنتم ياعزيزي مهمتكم أن تُلَقِّنُوا الشباب والصبية والأطفال شعار: (الطلقة ما بتكتل.. بكتل سكات الزول) ثم تدفعون بهم إلى الأمام وتتراجعون متمترسين خلف هذه الدروع البشرية البريئة! فيكتشفون أن الطلقة (بتكتل) وأن متفرع الهتاف في مأمن وسلام؛ لأنه قاله ثم سكت وتركهم يرددونه فماتوا!!

   * أنتم يا يوسف أكذب الناس في الثورات لكنكم أكثرهم ضجيجاً حتى أن صوتكم يعلو على صوت أصدق الثوار. فالمؤتمر الشعبي مثلاً الذي عارض النظام المعزول قرابة العشرين عاماً وكان شبابه وقوداً للثورة كافأتموه بتحريك (منسوبتكم) لجان الأحياء للاعتداء عليه في صالة قرطبة! ومنعتم من انتسب إليه – ولو فترة من عمره- من مخاطبة المعتصمين!

   * ثم قال (الرفيق) يوسف: (إن قرارنا ومجلس السلم والأمن الأفريقي والمجتمع الدولي تسليم السلطة بالكامل للمدنيين)!! انظروا إلى حلاوة هذه الشراكة التي تقرر في شأن الشعب السوداني! بينما قال المجلس العسكري و(170) حزباً وجماعةً وحركةً مسلحة هم قوام (تنسيقية القوى الوطنية) نعم للحكومة المدنية ولكن بعد تسعة أشهر وبالصندوق. فما المشكلة إذن؟!

   * فمن ينصح شبابنا أن هؤلاء لا يريدون منهم إلا أن يكونوا وقوداً للحريق الذي لم يَطَلْ أحداً منهم في كل ثورات الشعب السوداني؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى