دولة (قحت)!!!

* في الوقت الذي استبشر فيه قطاع واسع من الشعب السوداني بذهاب حكومة ما يسمى (الحزب الحاكم)  بعد تجربة المؤتمر الوطني أبت قيادات في الحرية والتغيير إلا أن تذهب في ذات الاتجاه السابق.

*فحديث رئيس وزراء الحكومة الانتقالية وتأكيداته بأن حكومته ستكون حكومة كفاءات وليست حكومة أحزاب، جعلنا نرفع سقف الأماني والتطلعات بأن تأتي هذه الحكومة  عبر فريقها المكون بما لم تأت به الأوائل من سابقاتها من الحكومات التي كانت تسيطر عليها الأجندة الحزبية مما أدخل المصلحة الوطنية ثلاجات (الموتى) لتحل محلها المصلحة السياسية للحزب الحاكم.

*وهو أمر جعل الدولة السودانية رهينة لسياسات وخطط الحزب الحاكم فسادت بيننا مقولة (دولة الحزب) أي بمعنى أن الدولة كلها بكل مؤسساتها رهينة للحزب الحاكم !!

* معارضو  الأمس كانوا يعيبون على على النظام السابق ذلك  وكانوا يتندرون بأن الدولة كلها أضحت حبيسة (المؤتمر الوطني) وهو أمر قطعاً غير (مطلوب) سياسياً، لكن يبدو أن قادة الحرية والتغيير يريدون السير على ذات نظرية (الوطني) السياسية في الحكم وهي نظرية (دولة الحزب الحاكم).

*بالأمس فاجأ القيادي بقوى الحرية والتغيير بابكر فيصل  الساحة السياسية بقوله بأن تحالف قوى الحرية والتغيير أصبح بمثابة الحزب الحاكم في الفترة الانتقالية. 

* يبدو أن قوى التغيير وبهذا التصريح  تريد فرض واقع سياسي غير موجود في مؤسسات الفترة الانتقالية حسب نص الوثيقة الدستورية التي حددت مواد بعينها كيف تشكل هذه المؤسسات بسلطاتها الثلاثة المجلس السيادي ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي. 

* كما حددت نسبة قوى الحرية والتغيير في تشكيل هذه المؤسسات .. الآن وبعد تكوين الحكومة التي ستضطلع بمهام حددتها الوثيقة الدستورية وليس من بين هذه المهام أية مرجعية للحكومة سوى المجلس السيادي والمجلس التشريعي. فليس هناك أي نص في الوثيقة يلزم الحكومة بمرجعية تسمى الحرية والتغيير إطلاقاً.

*بجانب أن حديث فيصل هذا يدحض ما توافقت عليه قوى الحرية بألا تكون هنالك محاصصة في السلطة في المجلس السيادي ومجلس الوزراء.   

*وهو حديث يظهر هذا التحالف الذي استبشر به شباب الثورة خيراً مدى تمسك قوى الحرية والتغيير بالسلطة وإهمالها للشعب الذي أتى بها ، ويوضح في ذات الوقت حب قوى الحرية لامتلاك السلطة. 

*وقوى الحرية والتغيير وعبر هذا التصريح  تتباهى بالسلطة وتتناسى دور الشعب السوداني الذي ضحى بنفسه وأبنائه، فالشعب السوداني هو المالك الحقيقي للسلطة، بيد أن  قوى الحرية والتغييرتحاول الاستيلاء عليها.

* هذا التصريح يوضح بجلاء الموقف الحقيقي لقوى الحرية والتغيير وأجندتها الخفية وهي الاستيلاء على السلطة واحتكارها.  

* لفت نظري من خلال هذا التصريح أن قوى الحرية والتغيير التي تدعي بأنها ستكون بمثابة الحزب الحاكم للفترة الانتقالية أنها  كتحالف لم تنجح في التوافق على هيكل تنظيمي موحد ولم تنجح في التوافق على دستور أو نظام أساسي يحكم هذا التحالف .

*ويبدو أن قادة التغيير يريدون عبر هذا التصريح الإشارة إلى وحدة وهمية للتحالف رغم أن الواقع والشواهد يكذبان ذلك.

*أرى من الأصوب لقيادات الحرية والتغيير وبعد اكتمال تشكيل مؤسسات الفترة الانتقالية  (تجهيز) تحالفها وتنظيم صفوفها لمرحلة الانتخابات القادمة، فالواقع يقول بأنها لا دور لها ولا وصاية تمارسها على الحكومة ومؤسساتها الثلاث بعد الآن. 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى