شعب أي حكومة

نماذج بشرية بمواصفات خاصة.. أينما تلفتّ حولك فستجدهم, لا سيما وأن الأوضاع الراهنة قد ساهمت في تكاثرهم واتساع دائرة أعضائهم.. حتى باتوا يصلحون ليشكلوا كياناً جامعاً أقرب ما يكون لحزب متكامل مكتمل النصاب ومستوفٍ للشروط.

* إنهم ببساطة أولئك المتسلقون المتملقون الذين لا يحملون بين جنباتهم ضمائر ولا يتمتعون بأي مبادئ وغير راغبين في اتخاذ مواقف واضحة!! تجدهم دائماً على الحياد.. ينتظرون اتضاح الرؤية ليقرروا على ضوئها الجهة التي سينحازون لها لا لشيء إلا لكونها الأقرب إلى السلطة ويمكنها ـ حسب اعتقادهم ـ أن تهيئ لهم فرصا أكبر لحياة يريدونها كريمة ولكنها في الحقيقة مهينة.

* في كل مكان وزمان تجدهم.. يتزاحمون حول أصحاب الكراسي.. ويتمسحون عند أقدامهم كالقطط الضالة الجائعة.. غاية طموحهم أن يمنحوهم بعض الرضا وفتات من الخبز المغموس في الذل والاستغلال بينما هم يتوهمون بأنهم الصفوة المنتقاة والمقربون القابضون على زمام التفاصيل وردود الأفعال.

* والمؤسف أنهم يمارسون ذات الدور بذات السيناريو والملامح مع كل من تتابعوا على المنصب..!! مما يؤكد أن الأمر لا علاقة له بالإخلاص أو المحبة والتفاني في خدمة السادة.. فكل ما في الأمر أن هؤلاء المتزلفين يريدون أن يحققوا أكبر المكاسب من الجميع، فيقبلون على أنفسهم أن يكونوا شعباً لكل الحكومات المتعاقبة دون أدنى إحساس بالولاء ولا حتى الحياء مما هم عليه.

* في كل المجالات والمواقع هناك دائماً ذلك (الثعلب) الذي يمعن في (تكسير التلج) لأصحاب القرار والمال.. يقدم في سبيل ذلك كل الخدمات التي تطلب منه والتي لا تطلب, ويتطوع بنقل الأخبار وسرد الحكايات بأدق التفاصيل لا سيما تلك التي من شأنها الإضرار بالآخرين وإقصائهم عن دائرة القربى.

* لا يحبون العيش في سلام.. ويرون في كل تصرفات وكلام الآخرين خطراً محدقاً يهدد مصالحهم الشخصية الوضيعة التي لا تعدو أن تكون مكاسب مادية تقتات من إنسانيتهم المفترضة.

* وأحسب أنهم يعانون من القلق الدائم والتوتر المتواصل.. يهدرون طاقاتهم في أمور جانبية.. ويحرقون أعصابهم قرباناً لذلك الوحش المريض الرابض بأعماقهم.. ولا يكادون يجدون سلاماً داخلياً ولا تهنأ أرواحهم ببعض الرضا والقناعة.

* والعجيب أن طموحهم لا يتجاوز حدود هذا الدور الحقير الذي يلعبونه.. ولا يتطلعون أبداً لشغل المناصب أو الصعود إلى أعلى.. ذلك كونهم قطعاً يشعرون بالدونية ولا يشعر أحدهم تجاه نفسه بأي قدر من الاحترام.. ورحم الله رجلاً عرف قدر نفسه.

* تلويح:

لا تكن شعباً لأي حكومة.. فبعض الحكومات لا تستخدم الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى