عودة الخلافة

*يعتبر اهل السنة والجماعة أن الحسن بن علي بن أبي طالب هو خامس الخلفاء الراشدين، بعد أن بايعه المسلمون خليفة للمسلمين بعد مقتل والده علي بن أبي طالب كرّم اللهُ وجهه.

*حكم الحسن ثمانية اشهر فقط، وبعدها تنازل لمعاوية ابن أبي سفيان عن إمارة المسلمين على شرط أن يكون الأمر بعد معاوية شورى بين المسلمين.

*معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أخذ البيعة لابنه يزيد قبل وفاته، مما كان بمثابة توريث الحكم والتحول من الإمارة بالشورى إلى الملك بالتوريث، وهنا كانت بداية تأسيس دولة بني أمية التي أعلنت نهاية الخلافة الراشدة بخامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي بن أبي طالب.

*ومنذ مرحلة الدولة الأموية وبعدها العباسية، شهد الإسلام تحوّلاً كبيراً في نفوس المسلمين، وشهدت تلك المراحل ضعف الإيمان في القلوب إذا أردنا المقارنة بفترة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومن بعده الخلفاء الراشدون.

*ففي الدولة الأموية وبعدها العباسية، عُرِف شرب الخمر عند العامة والخاصة وظهر الغناء والرقص وكثر شعراء الغزل وأصبح الإسلام شعاراً دون فعل.

*ما دعاني لكتابة هذه المقدمة، هي دعوة حزب التحرير إلى عودة الخلافة الراشدة للحكم الآن، في هذا العصر الذي شهد الكثير من المجون والفسوق ليس في الدول غير الإسلامية، لا بل في الدول التى جلها من المسلمين “اسماً فقط لا عملاً”.

*حزب التحرير نادى في منبر “سونا” الأسبوع الماضي بضرورة عودة الخلافة الراشدة، وقال إن الحزب لديه فروع في الكثير من الدول يسعى فيها إلى عودة الخلافة الراشدة.

*وإن تمعنا في تاريخ الإسلام منذ بداية الوحي وحتى الخليفة الراشد الخامس لوجدنا أن الخلافة الراشدة هي الامثل لإدارة شؤون المسلمين، ولكن الآن الوضع اختلف وكذلك الظرف.

*ففي تلك الفترة كان المسلمون يحكمون بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، ولم تكن هناك حدود بين الدول الإسلامية، وكان الهدف الأول هو نشر الإسلام وتقوية اركانه في جميع أنحاء العالم.

*ولكن الآن بعُد المسلمون عن دينهم وأصبح الممسك بالإسلام كأنه ممسك بجمرة، وإن اراد الرجل إصلاح أهل بيته كان متشدداً، وإن أراد قول الحق أصبح غبياً، وإن رفض الرشوة كان مسكيناً.

*اختلف الوضع الآن، وأصبحت عودة الخلافة الراشدة تحتاج إلى جهد اشبه بالخارق، ويحتاج إلى أجيال تنشأ على الغسلام الصحيح، وليس على ما تقدمه علوم الغرب والتكنولوجيا التي تبعد قلوب الأطفال عن القرآن والتمعن في كلماته.

*الف وأربعمائة عام مضت منذ آخر خليفة راشد، وكان حينها الإسلام الأكثر قوة ومنعة، وكان الغرب ممثلاً في الروم والفرس يضع الف حساب للمسلمين، والآن المسلمون هم من يضعون ألف حساب للغرب وإن اختلفت المسميات.

*شخصياً.. أرجو عودة الخلافة الراشدة بقوة، ولكن هذا لن يحدث ما لم تتوحد كل الدول الإسلامية وتتفق مصالحها وفق القرآن وسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومؤكد أن الغرب لن يسمح بهذا وسيستخدم كافة وسائله من أجل عدم وحدة الدول الإسلامية تحت راية واحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى