خدمات القرى

*سنوات عديدة ونحن نسمع عن طريق النيل الغربي الذي يقصر المسافات لمدن وقرى النيل الأبيض من العاصمة الخرطوم.

*عدد من الولاة تعاقبوا على حكم بحر ابيض والطريق لم يصل بعد إلي منتصف المسافة بين الخرطوم وكوستي، لتستمر معاناة أهلنا في بحر أبيض.

*أمس ونحن في طريقنا للمتضررين من السيول والأمطار بمحلية أم رمتة شعرنا بالمعاناة الكبيرة التي يجدها أهل تلك الديار.

*قبل الوصول إلى مسافة أقل من المائة كيلو متر من الخرطوم وجدنا القرى متناثرة وساكنة .. بطئية الحراك بعضها وكأنها مهجورة.

*العديد من قرى النيل الأبيض وغيرها من قرى السودان أصبحت خاوية من أهلها فالهجرة نحو المدينة جعلت العديد منها مهجوراً.

*انعدام الخدمات في ولايات السودان وقراها جعل الخرطوم قبلة للكثيرين، وإهمال المركز لتلك المناطق جعل القرى تبدو وكأنها مهجورة.

*أحد الأصدقاء شاهد بعض اطفال قرى أم رمته التي أغرقتها الأمطار والسيول وهم يلعبون ببراءة وسط بعض الخضرة وإلى جوارهم الماشية ترعى في خيرات بلادي، فقال لي” على قدر بساطة هذه الحياة بيد أنني أشفق كثيراً على مستقبل هولاء الأطفال”.

*وصدق صديقنا بشأن قلقه على مستقبل اطفال تلك القرى وغيرها، وهم يبحثون عن التعليم الجيد والبيئة المدرسية الحسنة والمستشفيات التي يتوفر فيها العلاج الناجع، والمياه النقية وقبل كل ذلك الأمان من خطر فيضان النيل وسيول الأمطار.

*الحديث قادنا إلى تكدس الخرطوم وضعف خدماتها ونحن نعلم أن الحل ليس في تطوير خدمات العاصمة المثلثة، وإنما الحل يكون بالاهتمام بخدمات مدن السودان الأخرى وقراها حتى لا يهجرها أهلها للخرطوم.

*في هذا العام غرقت الكثير من قرى أم رمته ودمرت المنازل فيها وود رملي وواوسي وغيرها من المناطق وظلت القوافل تتوافد على تلك المناطق المتأثرة في مشهد ظل يتكرر في كل عام دون التفكير في حلول ناجعة تريح البسطاء من خطر السيول والأمطار.

*حسناً أن اهتمت الدولة قليلاً بالخدمات في قرى السودان فلن يبقى مواطنوها في الخرطوم وأطرافها وهم يعانون في كل شيء، وأولى هذه الخدمات هي الطرق التي تعتبر شريان الحياة.

*طريق النيل الغربي والذي يربط أم درمان بالدويم ظل لسنوات قيد التنفيذ مما جعل القرى والمدن التي يمر بها بائسة تبحث عن الاهتمام.

*إن نشطت الدولة قليلاً في إكمال هذا الطريق الذي كانت فكرته قبل طريق الصادرات أم درمان ــ بارا إن فكرت فيه قليلاً مؤكد ستتحول حياة الكثيرين في تلك القرى إلى الأفضل وسنبعث الأمل في قلوب الشباب والتفاؤل لدى الأطفال.

*عدم إكمال هذا الطريق جعل المواطن يقطع المسافة التي لا تزيد عن المائة كيلو في قرابة الأربع ساعات في الظروف الطبيعية، وأن هطلت الأمطار فيصعب الوصول إلى أقرب قرى أم رمته من جهة أمدرمان.

*من حق هولاء المواطنين أن يستمتعوا بكافة الخدمات الضرورية، وفي مقدمتها الطرق التي تسهل كثيراً في تقديم الخدمات لأهلنا البسطاء هناك.

*أكثر ما آلمني أمس أن مواطني  قرية طيبة بريفي أم رمته حرموا من مواد القافلة التي سيرتها شركة سكر النيل الأبيض للمتضررين بهذه المحلية، فالطريق الذي امتلأ بالمياه جعل الشاحنات تجد صعوبة في الوصول للمتضررين، حيث غطت المياه المدارس والمركز الصحي إلى جانب تهدم المنازل.

*قافلة سكر النيل الأبيض تعتبر بادرة طيبة من الشركة تجاه مواطني المحلية التي تأثرت كثيراً بالسيول والأمطار ووجدت هذه الخطوة الإشادة من المواطنين المنكوبين.

*نرجو من الله أن يحفظ أهلنا في أم رمته ويلطف بهم في محنتهم هذه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى