الغزو الثقافي

*في معركة صفين بين جيشي الحسن بن على بن أبي طالب ومعاوية بن سفيان، قُتل الصحابي الجليل عمار بن ياسر، وبعد استشهاده فكّر معسكر معاوية في الصلح وإيقاف نزيف الدماء بين المسلمين.

*الحسن بن علي كان هو الخليفة الراشد الخامس الذي بايعه المسلمون عدا في الشام، وهو كان من الزاهدين في الحكم وبه انقطع عهد الخلافة الراشدة.

*ارتضي الحسن أن يكون معاوية هو أمير المؤمنين ورفض أن تكون الخلافة بعد معاوية له، وقال “لتكن شورى بين المسلمين”.

*أنهى الحسن الحرب بين المسلمين وتفرغ سيدنا معاوية لمحاربة الروم ومحاولة فتح القسطنطينية، وكان الحسن سعيداً بوحدة المسلمين إلى أن توفي مسموماً.

*حكم معاوية سنوات عديدة بعد أن حول عاصمة الخلافة من الكوفة الى الشام، وقبل رحيله طلب من المسلمين أن يبايعوا ابنه يزيد أميراً للمؤمنين لتعود الخلافات مرة اخرى بسبب كرسي الحكم.

*رفض الحسين بن على المبايعة ومعه عدد من صحابة رسول الله (ص)، وتوفي معاوية وتسلم يزيد الحكم ليعود الصراع مرة أخرى بين المسلمين حتى قتل الحسين بن على في كربلاء .

*ومن هنا عادت الفتنة الكبرى بين المسلمين، فظل أبناء الزبير بن العوام “عبد الله ومصعب” رافضين حكم بني أمية واستقلا بإمارتين في العراق والحجاز، وعند رحيل يزيد كرر معاوية ابنه مشهد الحسن في رفض الإمارة وحكم ثلاثة أشهر فقط، وبعدها ترك الكرسي للشورى بين المسلمين لينتقل حكم الدولة الأموية إلى مروان بن الحكم ويستمر حكم الأمويين تسعين عاماً حتى قيام الدولة العباسية.

*باستثناء الخلفاء الراشدين، فإن جل المسلمين كانوا يسعون للحكم وفي سبيل ذلك أريقت الكثير من الدماء وحتى اليوم تُراق الدماء بسبب هذا الكرسي السلطوي رغم اختلاف الأسباب والمسببات.

*شهدت المرحلة منذ خلافة سيدنا عثمان بن عفان سنوات دموية بدأت بمقتل سيدنا عثمان في داره وقطع أصابع زوجته، وإن كان الخليفة الذي سبقه في الحكم سيدنا عمر بن الخطاب مات مقتولاً أيضاً، بيد أن الدماء بدأت بعد الفتنة الكبرى التى حدثت في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه.

*دماء كثيرة سالت بين المسلمين، وزادت هذه الدماء في عهد دولة بني أمية وبعدها الدولة العباسية، ووصلت إلى أن صلب الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير عند مدخل مكة المكرمة بعد أن قطع رأسه وأرسله للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

*ومنذ رفض معاوية بن يزيد للحكم بعد وفاة والده، لم يرفض السلطة سوى عمر بن عبد العزيز في الحقبة الأموية، ولكنه في النهاية حكم وعدل ومات مسموماً أيضاً.

*منذ الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، كل يوم يمضي يُبعد المسلمين عن دينهم ويقتربون من دنياهم حتى وصلنا الى العصر الحديث الذي أصبح فيه الإسلام عنواناً للتخلّف والإرهاب، بعد أن نجح الغرب في إبعاد المسلمين عن دينهم.

*قبل أربعة عشر قرناً فشل الغرب والذي كان يمثل “الروم” في هزيمة الإسلام في ميدان المعركة وفي الغزو الثقافي وفشلوا في إبعاد المسلمين عن دينهم وتعاليمه السمحة، ولكنهم الآن نجحوا في ذلك بنسبة كبيرة، بغزوهم الثقافي وتسهيل المحرمات ليسير خلفها شباب المسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى