هذا الخريف ….

واحترت في سر

احتدام تذكري لك بالمطر

ما لاح في الأفق البعيد قدومه

إلا أعياني التصبر والحذر

وتشتد بي حمى ادكارك

كلما غيث أطل أو انهمر

وتتأزم الآفاق إرعادًا وإبراقا

ويكاد هذا القلب مني أن يفر

ويهزني صوت المطر

     روضة الحاج

* الأخبار التي تأتي من مكامن الزراعة ومظان امكنة الإنتاج سيما القضارف، تقول هذه الأخبار غير السارة، بأن معدل الأمطار حتى الآن غير ميشر، على أن موسم الزراعة يكاد يكون انصرف حتى الآن، بمعنى أن نزول الأمطار فيما بقي من زمن الموسم، ربما لا يكون مجدياً من حيث انصراف تواقيت الزراعة ..

* وأنا اكتب هنا المقال أدرك تماماً أن هذا الموضوع ليس موضوع شباك، وليس من اهتمامات ممن يمسكون بزمام المرحلة، على الأقل في هذا التوقيت الذي يتكالبون فيه على هياكل السلطة وتوزيع حقائب مجلس الوزراء، إذ أن شركاء المرحلة مشغولون ومهتمون للآخر بكل شيء إلا عملية تدارك الخريف، اللهم لا من بعض المجهودات المحدودة التي يقوم بها المجلس العسكري …

*بحيث يجب ألا ننسى بأن هذه الثورة قد انطلقت شرارتها لأول مرة من أمام مخبز بمدينة عطبرة، عندما لم يجد طلاب عطبرة الثانوية الصناعية في ذلك الصباح ما يفطرون به من خبز، صحيح أن هنالك مجموعة قضايا ساهمت في عملية التغيير، غير أن السبب الأول والأخير هو الاقتصاد وما يتعلق بمعاش الناس وبحياة المواطنين ..

* إذا كان موضوع الاقتصاد يأتي على صدر الأولويات والمطلوبات من قبل جمهور الثوار، غير أن واقع الحال على الأرض يقول غير ذلك، إذ أن شركاء المرحلة يقتتلون على كل شيء إلا الاستحواذ على الهياكل الاقتصادية التي يمكن تخاطب قضايا الثورة والثوار وعامة الشعب، بحيث أصبحت الحياة في كنف الثورة هي الأسوأ من حيث الخدمات والأسعار والأسواق.. و… و…

* صحيح قد يقول قائل بأن حكومة الثورة لم تتشكل بعد ومن ثم تتصدى لقضايا المواطن، في هذه الحالة علينا أن ننتظر لفترة أخرى حتى تنطلق حكومة الحرية والتغيير، لنرى على قارعة الأسواق ودفاتر الأسعار، إن كانت حياتنا تتحسن الى الأفضل، على أن العهد الذي بين المواطن والحكومة هو الخبز والوقود وقائمة الأسعار، وخدمات الكهرباء والماء والنفايات والصحة والتعليم، ونتمنى صادقين أن يحدث الاختراق الذي ينتظره المواطنون في هذه القضايا المفصلية ….

*وإذا عدنا لموضوعنا، هذا الخريف، يفترض أن الحكومة تضاعف من تحضيراتها من الآن للموسم الشتوي، حتى تعوض خسارة الموسم الصيفي، الذي فقدناه مرة بعدم التحضير الجيد والتوظيف الأمثل، ومرة بتدني معدل الأمطار وتوزيعها، والله سبحانه وتعالى لم يظلمنا .. ولكن أنفسكم تظلمون ، فإذا لم ندرك الخريف فهنالك الشتوي وغيرها من نعم الله علينا، التي يجب أن نقابلها بالشكر والعمل والأمل … والله ولي التوفيق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى