لمن فاتهم الاستماع…

تابعت باهتمام كلمة السيد عبد الواحد نور،  التي جاءت عبر الهاتف في ندوة مستقبل السلام في السودان، التي أقامتها رابطة إعلاميي وصحفيي دارفور السبت أمس الأول  بقاعة الصداقة بالخرطوم…

*تكتسب هذه الكلمة أهميتها كونها تأتي على خلفية توقيع الاتفاق بين الحركات المسلحة وحكومة كتلة الحرية والتغيير،  الاتفاق الذي تخلفت عنه حركة عبد الواحد محمد النور، حركة تحرير السودان، وذلك حتى نقف على تبريرات رئيس الحركة في عدم التحاقه بقطار السلام الذي انطلق الأسبوع الماضي من العاصمة الجنوب سودانية جوبا. 

* خاطب السيد عبد الواحد النور الأزمة مباشرة كما يراها هو  دون أدنى مواربة أو التفاف، ذلك مما يوفر الكثير للذين يشتغلون بعمليات تفكيك وإعادة هيكلة التصريحات من أمثالنا، للوصول إلى حقيقة الأمور، بحيث يذكر ويشكر للرجل نور وضوحه وتسميته الأشياء بمسمياتها. 

* السيد عبد الواحد محمد النور يرى أن مشكلة السودان عمرها أكثر من ثلاثين عاماً، وهي تتمدد لأكثر من نصف قرن من الزمان، منذ بعيد الاستقلال حتى يوم الحرية والتغيير هذا، فبينما تذهب الندوة الى أن حكومة الإسلاميين هي أس الأزمة التي دفعت الحركات المسلحة إلى حمل السلاح ضد الدولة، يرى رئيس حركة تحرير السودان في المقابل، أن الأزمة تتحمل وزرها كل النخب السودانية النيلية التي تعاقبت على الحكم خلال تاريخ السودان الحديث، فبحسب عبد الواحد أن هذه النخب قد مارست  نوعاً من الإقصاء تجاه أهل الهامش ..

* على أن مربط فرس حركة عبد الواحد يكمن في أن الأزمة لم تكن حكومة البشير، ومن ثم  ترحل الأزمة السودانية برحيل الإنقاذ، ويجب أن ترحل إلى عصر كتلة الحرية والتغيير، الذي لم يكن، برؤية صاحب تحرير السودان،  سوى امتداد لسطوة النخب النيلية وتغولهم على حقوق أهل الهامش، على أن المعركة هنا، معركة عبد الواحد، بين المركز والهامش 

بحيث أسند الرجل نور ظهر فكرته على قضية جنوب السودان، مستشهداً بحيثيات تعامل النخب السودانية مع الجنوبيين، بعدم الاعتراف بهم وبقضيتهم، ذلك مما دفعهم إلى المطالبة بالانفصال ….

* يلاحظ إعجاب عبد الواحد محمد نور بتجربة الدكتور جون قرنق أيما إعجاب، وقد استشهد به وبتجربته أكثر من مرة، فلا غرو وهذه للحركة لتحرير السودان/ من تلك الحركة الأم، الحركة الشعبية لتحرير السودان ….

* مخرج..  أتصور أن لقاء الحزب الشيوعي بعبد الواحد الذي التام مؤخراً بالعاصمة الفرنسية باريس، أتصور انه يهدف إلى تعزيز  ذات النهج/ عدم المشاركة في أي حاجة/ وعدم الاعتراف بأي حاجة/ ومواصلة الكفاح الثوري/ ذلك كما وضح في البيان المشترك بين الجانبين/ … وليس هذا كل ما هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى