كيف نرضي الغرب !!

* يبدو واضحًا وجلياً الآن أن هنالك تسابقاً من قبل مكونات المرحلة وهياكل الحكم تجاه إرضاء الغرب، وتقديم صورة للسودان مغايرة لتلك التي أغضبت الولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة أن وضعت واشنطن اسم السودان على قائمة الدول التي تقول إنها ترعى الإرهاب …

* ربما ترى في كل خطوة نخطوها الآن ثمة استصحاب التجاوب مع ما يريده الليبراليون، لعل ذلك يعدل من صورتتا في مرآة الغرب ويسرع خطى رفع اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، ومن ثم تتدفق علينا أموال المنظمات والمؤسسات الغربية ….

* أخشى أن نكون أصبحنا ليبراليين أكثر من الليبراليين أنفسهم، ونحن على سبيل المثال نجعل من امرأة وزيرة لوزارة الخارجية وهي من الأهمية بمكان، ذلك لعمري ما لم يفعله الليبراليون أنفسهم، وغيرها كثير جداً من أمثلة عملية لبررة الحياة السودانية،  وأتصور أنها كلها رسائل للغرب بأن السودان قد أصبح أكثر انفتاحاً من أي دولة أخرى ….

* بطبيعة الحال ليس في هذا السياق مساحة لمرجعية (وفي السماء رزقكم وما توعدون)، الآية الكريمة، وكل ما يستدل به الإسلاميون، كما في  الآية الكريمة (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، هذه فلسفة حكم أخرى يرى الآخرون أنها السياسات التي جعلت السودان في عزلة دولية …

* ومهما يكن من أمر فلا يرغب أحد الآن في فتح جدال على شاكلة، هل إرضاء الغرب بالضرورة إغضاب الرب،  هذا جدال على ـية حال ليس مطروحاً الآن للنقاش، على أننا نعيش مرحلة ردة الفعل الباهظة على كل ما هو إسلامي.. والسبب هو إخفاق الإسلاميين في تقديم رؤية مشرفة. 

* ويفترض أننا هنا نميز بين رؤية المؤتمر الوطني للإسلام  التي أوردتنا الفقر والفشل والتدهور الاقتصادي، وبين الرؤية الحق للإسلام، على أن ما جرى على أرض السودان خلال ثلاثة عقود هو رؤية جماعة للإسلام، على أن الخطأ هو تصور الإسلاميين وليس  الإسلام …. 

* المهم في الأمر أننا الآن عملياً قد دخلنا إلى رؤية وفلسفة حكم (التناغم مع المنظومة الدولية)، على افتراض أن الرزق في سموات الانفتاح على المنظومة الغربية، مظان الرزق في مؤسسات التمويل والقروض الغربية، ولكي نحظى بما لم يحظى به الإسلاميون، يفترض أننا نكون أقرب إلى طريق الشرعية الدولية، على أن المسافة هنا تقاس بمقدار بعدك عن طرح الشريعة الإسلامية، أنا هنا بالضرورة أعني شريعة الدين الحق، المنتظرة من قبل الجهات التي تأخذ على الإسلاميين انهم طبقوا نسخة خطأ، لتأتي تلك الجهات  بنسخة مبرأة من كل عيب فنتبعها … وليس هذا كل ما هناك ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى