عندما يفشل الكاتب يرسم ….

* هتف العاملون بوزارة الثقافة والإعلام بشعارات الثورة (حرية سلام وعدالة)، وهم يستقبلون لأول مرة معالي الوزير الجديد الأستاذ فيصل محمد صالح، كان إلى جانبي لحظتها أحد أنصار (الحزب الحاكم) كتلة الحرية والتغيير، قال لي (سنهتف بشعارات الثورة عدد تكبيرات وتهليلات الإسلاميين خلال ثلاثين عاماً)!!

* بدأ الوزير فيصل محمد صالح من خلال كلمته، متتازعاً بين الوفاء  للمهنية والزملاء في الوسط الإغلامي، وبين مطلوبات كتلة الحرية والتغيير، ظهر ذلك جلياً في قوله إنه لم يأت لتشريد أحد، ثم عودته بالقول إلى أنه لن يترك الأمر إلى الذين لا يؤمنون بالسلام ويسعون الى تقديم صورة مغايرة، في إشارة إلى أن صدارة المشهد في المرحلة المقبلة ستكون لليسار السوداني ….

* لا أعرف مدى صحة ما يتداول، بأن إدارة التلفزيون في طريقها التخلص من شعار التوحيد، لصالح شعار يعبر عن روح الثورة، لم أملك إلا أن أهتف، ألا ليت الفنان التشكيلي أحمد عبد العال يعود يوماً فأخبره بما فعل … رحم الله أحمد رحمة واسعة وأبدلنا خيراً شعاراً وأشعاراً ومشاعر.   

* ردود أفعال باهظة على صفحات الميديا من شباب الثورة، لحظة الإطلالة الأولى للسبعينية السيدة الفضلى وزيرة الخارجية، بحيث دخل بعضهم في عمليات حسابية، بأن السيدة الوزيرة قد أحيلت إلى الصالح العام قبل ثلاثة عقود، فلو كان عمرها في ذلك الزمن ثلاثين عاماً فهي الآن تذهب إلى السبعين، فلا ضير في ذلك لولا أن الثورة ثورة شباب، ويفترض أن شاشة مجلس الوزراء تعبر عن ذلك ..

* كثيرون قالوا إن الحزب الشيوعي السوداني يمتلك عشرات الكوادر الشبابية التي يمكن تعبر عن الشباب، ومن ثم يمكن أن تكون جديرة بوزارة  الخارجية، الوزارة الأولى من حيث المهام والأهمية كونها بمثابة عنوان للسودان في كل المحافل الدولية، لا أعرف إن كان مؤهل الصالح العام هو الذي أطاح بالآخرين ورجح كفة الوزيرة، على افتراض أن الإرث النضالي قد كان حاسمًا مقابل المقومات والمؤهلات للآخرين !!

* دعا وزير الإرشاد هو الآخر في أول إطلالة له، دعا اليهود إلى العودة إلى السودان، ورأيت في هذه الدعوة بأن الوزير قد بدأ من الآخر، فلو أنه تدرج في الأمر، بحيث يبدأ بدعوة المسلمين السودانيين الذين هاجروا من السودان، ثم دعوة النصارى السودانيين الذين فضلوا العيش في كندا، ومن ثم يختم بدعوة اليهود إلى العودة إلى سودان الحرية والتغيير، لكن الرجل رأى أن يختصر كل تلك المسافات ليبدأ من الذين هم أشد عداوة للذين آمنوا اليهود … اللهم لا اعتراض على حكمك….

* قيل إن في البطانة يقولون،  (الخريف من رشتو والفارس من بشتو) ، وأقول في المقابل إن الوزير يعرف من (فشرتو) ورشت تصريحاته الأولى، ولو أن وزراء الحرية والتغيير استقدموا من أمرهم ما استدبروا لأصبحوا مثل النجار، قيل إن النجار يقيس سبع مرات ثم يقطع مرة واحدة، غير أن هولاء الوزراء الرفاق بدا أنهم قد صرحوا مرة واحدة، ومن ثم راحوا يقيسوا هوة ما أحدثه التصريح الباهظ الذي أرسل كالدانة، ما أحدثه من فجوة وهوة في جسد الفكر والقناعات السودانية القديمة … ولسع وأقيف وأسمع … وليس هذا كل ما هنالك … انتظرونا نتابع ونفيد….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى