سطوة قوة القانون.. أم قوة قانون الشارع !!

* سيرت قوى الحرية والتغيير، الحزب الحاكم، مليونية الخميس..  قالت .. للضغط على السلطة القائمة، التي هي سلطة حكومة الحرية والتغيير نفسها، لكي تسرع هذه السلطة في عمليات تعيين رئيس القضاء والنائب العام …

* الحرية والتغيير لا غيرها، هي من وضعت مسودة الوثيقة الدستورية التي أصبحت فيما بعد وبعد إجازتها من قبل كتلة الحرية والتغيير وشركائها من العسكريين، أصبحت وثيقة حاكمة للفترة الانتقالية، قالت الحرية والتغيير في الوثيقة الدستورية، إن رئيس القضاء والنائب العام يعينان من قبل المجلس الأعلى للقضاء ومجلس النيابة الأهلي. 

* غير أن قوى الحرية والتغيير ذاتها، من ناحية أخرى قامت بتسيير مليونية للضغط على حكومة الحرية والتغيير لأجل أن تتعجل في عملية  اختيار نائب عام ورئيس للقضاء، ولك أن تسأل، هل تقوم الحكومة ممثلة بهياكلها المختلفة، هل تقوم من تلقاء نفسها ، ومن خارج الوثيقة الدستورية، باختيار رئيس القضاء والنائب العام !! .. وبهذا تكون الحرية والتغيير أول من قام بتجاوز وثيقة الحرية والتغيير …

* على أن الذين يمسكون بخيوط اللعبة داخل المؤسسات وهياكل السلطة القائمة وخارجها في التجمعات، وفي المقابل  يمسكون بمقود الجماهير في الشارع، هولاء يدركون أبعاد اللعبة التي يقومون بها الآن، بحيث يودون إرسال رسالة أن الجماهير لازالت رهن إشارتهم وأن أمر تحريكها بأيدبهم ويفترض أن يظل كذلك …

* فما يصنعه اليسار بالسلطة الثورية لا يستطيع صناعته عبر الأجهزة الشرعية، وربما لهذا فضل الحزب الشيوعي أن يكون في الحكومة والمعارضة في وقت واحد، ليقوم بهذه العمليات الازدواجية كل بعد فترة، بحيث أن كل الأمور التي تتباطأ في تنفيذها السلطة التنفيذية، يقوم بتجييش الشارع للضغط لتمريرها وإن خالف ذلك ما جاء في ميثاق كتلة الحرية والتغيير الوثيقة الدستورية …

* ثمة شيء آخر أكثر أهمية في هذا السياق، وهو أن اليسار يود أن يحتفظ بشارع الثورة لأطول فترة ممكنة، ولكي يظل الشارع يحتفظ بكامل لياقته وثوريته لابد من اللجوء الى عمليات تمارين تحريكه من وقت لآخر حتى، والتذكير بأن المباراة لازالت قائمة وأن الثورة لم تضع أسلحتها بعد، وذلك لإنجاز أكثر وأكبر قدر من الأجندة الحزبية المغلفة بسلفان الثورة الجميل ..

*على أنهم يدركون أن هنالك لحظة قادمة فارقة لا محالة، وهي مرحلة الفكاك ما بين كتلة جمهور الشباب وكتلة الحرية والتغيير، وكلما اقتربنا من محطة الانتخابات تخلفت قطاعات بأكملها من كتلة الشباب، حتى يصل الجميع إلى (ميس الحقيقة)، بأن هذا الحراك كان يمشي وراء أجندة أخرى ليست لها علاقة بالثورة ….

فيمكن أن سياق جمهور الثورة إلى محطة صندوق الانتخاب، ولحظتها لن يدخلوا معهم صناديقهم الحزبية الضيقة، ساعتها سيدرك الشباب الذين هم دون سن التجارب  السابقة، أنهم قد مشوا مسافة طويلة دون أن يدركوا في أي الاتجاهات كانوا يسيرون … وليس هذا كل ما هناك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى