الشعب ينتظر حمدوك.. حمدوك ينتظر الحرية …

* كتبت يومها ـ صاحب هذه الزاوية ـ وكتب آخرون محذرين من عملية ارتفاع سقوف الأمل والتفاؤل الهائلة التي زف بها معالي رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك إلى سدة رئاسة الحكومة، حتى إن الرجل نفسه وفي بادئ أمر تلك الكتابات الكرنفالية قال بأنه لا يملك عصا موسي.. و…. و.. 

* فمعالي رئيس الوزراء الدكتور حمدوك الآن ومن المملكة العربية السعودية حسب الفيديو واسع الانتشار قد تجاوز مقولته الأولى التي قال فيها إنه لا يملك عصا موسى، فالآن ومن خلال خطبته للجالية السودانية بالرياض قال إنه لا يمتلك برنامجا أو حتى أكون أكثر دقة، قال إنه ينتظر كتلة قوى الحرية والتغيير لتمده بالبرنامج، البرنامج الذي لم  تقدمه الكتلة حتى يوم خطاب حمدوك هذا، برغم حسب حمدوك نفسه ورغم مناشدته الدائمة للحزب الحاكم، أحزاب الحرية والتغيير ولم تتمكن الكتلة حتى الآن بمد رئيس مجلس وزرائها ببرنامج الحكومة المدنية !!

* بحيث رسم نشطاء كتلة الحرية والتغيير يومها صورة للدكتور حمدوك أقرب إلى صورة (المهدي المنتظر) ، الذي سيملأ الأرض عدلاً وزرعاً وضرعاً كما ملئت جدباً وجوراً حال وصوله إلى سدة الحكم، ثم حدث ما كنا نخشاه ونحذر منه بأن يصطدم المواطن بالواقع ويصاب بالصدمة، على أن فترة معتبرة قد مرت منذ أن باشر الرجل مهامه والأمور كما هي عليه، بل في بعض الأحيان والمرافق والخدمات تزداد تدهورًا .

* صحيح أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، ولكن وحسب تلك السقوف  المرسومة بغير دراية كان من المفترض أن تنتقل البلاد في الحال إلى جنان المدنية، فعلى أقل تقدير كان من المؤمل أن توقف في الحال عمليات التدهور وتستقر الحالة، ومن ثم تبدأ عمليات التطبيب والعلاج، وهذا ما لم يحدث حتى الآن، فالإسعار والأسواق والمحروقات تزداد حريقاً واشتعالاً.

 * صحيح أن الفترة القصيرة التي مرت قد لا تمكن الحكومة من إحداث نهضة مشهودة، ولكن على أقل تقدير كان المواطن يتعشم في وقف تدهور وتراجع الخدمات حالاً في ظل حكومة السيد حمدوك، ومن ثم نشاهد تحركات الحكومة في نشرات الأخبار وهي تسعى لحل الأزمات وهذا ما لم نشاهده، كأن نشاهد وزير التجارة في الأسواق، ونشاهد  الوزير المختص بالمواصلات في موقف جاكسون.. و.. و….

* على أن لطمة باهظة وصدمة بالغة قد أصابت المواطن الذي يقف على قمة سقوف عالية، وذلك  جراء حديث معالي الدكتور حمدوك كرئيس مجلس وزراء بسقوف ومواصفات عالية جداً جداً، والرجل يفاجئ الجميع في حديث الجالية السودانية بالعاصمة السعودية بأنه بالكاد لا يعرف الطريق، وهو يقر أمام شاشات الإعلام بأنه ينتظر حتى الآن البرنامج، البرنامج الذي لم تصنعه كتلة الحرية والتغيير بعد!! … وليس هذا كل ما هناك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى