لهجة التصعيد.. المخاوف والمحاذير

الخرطوم: أم سلمة العشا

لهجات تصعيدية، كثيرة، ظل يستخدمها طرفا التفاوض، (المجلس العسكري، وقوى إعلان الحرية والتغيير) في وجه بعض، بشأن معضلة المجلس السيادي، آخرها استخدام المجلس العسكري، كرتاً آخر يلوح بإجراء انتخابات مبكرة، في وجه مفاوضي قوى إعلان الحرية والتغيير، التي صعدت من لهجتها بتمسكها، وتحديد موقفها من العقبة الكؤود للمجلس السيادي، بأغلبية مدنية، ورئاسة دورية، باعتباره آخر مسار تفاوضي، مع المجلس العسكري، بجانب التهديد بالتصعيد السياسي واللجوء إلى العصيان المدني، رغم النجاح، الذي تحقق في بقية الملفات محل الخلاف بين الجانبين، وإزاء استمرار لهجة التصعيد، المتكررة، والتعنت في المواقف، كيف تمضي الأمور وما هي السيناريوهات المحتملة الحدوث للفترة القادمة؟

اعتراف كامل

اختلفت الأوضاع بصورة كبيرة، عقب الحادي عشر من أبريل الماضي، الذي أنهى حكماً استمر ثلاثين عاماً، وسيطر الثوار الذين اتخذوا من أمام مقر قيادة الجيش ، ميداناً لهم، وأظهر الجيش بكلياته، انحيازاً واضحاً تجاه المعتصمين، ما قاد المجلس العسكري، للاعتراف الكامل بإعلان قوى الحرية والتغيير، كممثل شرعي وحيد للثورة التي اندلعت في أواخر ديسمبر من العام الماضي، مع ذلك لجأ المجلس العسكري للحديث مراراً وتكراراً عن انتخابات مبكرة، بجانب اللهجة التحذيرية والدعوة لإجراء الانتخابات خلال شهرين، أو ستة أشهر، أو عام، حال فشل التفاوض حول المجلس السيادي، مع إعلان قوى الحرية والتغيير، مع ذلك التصعيد يؤكد المجلس أن الجيش هو الضامن الوحيد لتلك الانتخابات، وهذا ما قاله عضو المجلس العسكري صلاح عبد الخالق بأن، الجيش هو الضامن لأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة، لأن لا مصلحة لنا فيها، وأضاف: إذا ترك لنا الأمر سنستدعي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، للإشراف على الانتخابات وإدارتها، وسنسلم من يأتي عبرها السلطة كاملة غير منقوصة، وشدد على ضرورة مشاركة الجيش في الفترة الانتقالية باعتباره الضامن لها، وزاد: الجيش هو الضامن لأن تنفذ الاتفاقيات التي وقعها.

رؤى مختلفة

الحديث عن انتخابات مبكرة برقابة إقليمية ودولية، تباينت حوله الرؤى، بعد انتكاسات مفاوضات ترتيبات الفترة الانتقالية بين المجلس العسكري، وقوى الحرية والتغيير، وهذا ما عكسه المجلس لأكثر من مره، بإشراك الجميع، ويقصد القوى السياسية، ووقوفه على مسافة واحدة منها، بحسب ما يراه البعض، فيما ترى وجهة نظر أخرى أن المجلس العسكري الانتقالي بحديثه عن الانتخابات المبكرة يريد، الاستمرار في السلطة، بجانب إعادة الأمور إلى نصابها حتى يستطيع صناعة تحالفات جديدة من داخل التحالفات السياسية الموجودة في الساحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى