الجامعات.. عقبات على الطريق

الخرطوم: إبتسام حسن

تحديات كثيرة تجابه وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير التربية والتعليم على ضوء ما خلفته السياسات السابقة من دمار للتعليم وهجرة كوادر وغيره، فضلاً عن الحديث على مستوى وزارة التربية والتعليم عن وضع مناهج مؤسلمة حسب توصيف خبراء تربويين، ويبدو أن إدارات الجامعات من أساتذة وطلاب أيضا ساعون إلى قيام ثورة داخل مكونات التعليم العالي بسبب رفض الإدارة السابقة من مديرين وعمداء كليات، وطالب أساتذة الجامعات بإقالة المديرين سيما أنهم تم تعيينهم بقرارات من رئيس الجمهورية السابق بناء على قانون التعليم العالي وقوانين الجامعات التي لا تزال سارية، وطفت على السطح مطالبات بمراجعة التعيينات التي تمت قبل 30 عامًا بالجامعات واعتبر أساتذة جامعات أن المعينين غير مستوفين للشروط .

تعقيدات 

  واعتبر عدد من أساتذة الجامعات أن الأوضاع بالجامعات تحتاج إلى ثورة ومراجعة في كثير من السياسات التي وضعتها الحكومة السابقة، ونوهوا في حديثهم لـ(الصيحة) إلى أن تعيين مديري الجامعات من قبل الحكومة السابقة تم بصورة فوقية، ودعوا إلى ضرورة هيكلة الجامعات وأن تطال الهيكلة كافة مؤسسات التعليم العالي، بحيث تكون ثورة إقالة على حد وصفهم على أن يتم تصحيح الوضع في تلك المؤسسات في ترقية الكفاءات وشددوا على أن الإدارات السابقة تسببت في ضعف نسبة التحصيل بالجامعات وضعف مستوى مخرجات التعليم العالي وتأخير تصنيف الجامعات السودانية ضمن  قائمة الجامعات العالمية.

 ودعوا إلى ضرورة أن يعود تصنيف الجامعات السودانية في مقدمة القائمة كما كانت في السابق، منوهين إلى أن الطلاب يطالبون بإقالة عمداء الكليات.

فتح الجامعات  

أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري د. عمر عبد العزيز أن التحدي الأول الذي يقابل وزير التعليم العالي المقبل هو فتح الجامعات سيما أنها تجابه مشاكل كثيرة، منها أن عدداً من الجامعات جمدت العام الدراسي، وأخرى ضاع عليها “سمستر”، غير أن الكثير من الجامعات مجابهة بنقص في الإجلاس خاصة أن هناك دفعة أخرى من المقبولين في الجامعات مقبلون على سنة دراسية جديدة مع دفعة سابقة لم تكمل عامها الدراسي، ونوه عبد العزيز إلى أن الوزير المقبل يجابه تحديا بإنزال تغييرات جذرية بإقالة المديرين ونوابهم وتجديد الدماء، فضلاً عن أن هناك أصواتاً تعلو تطالب بضرورة محاسبة المفسدين بالجامعات والتحري في هذا الجانب على أن تستوعب التيارات الثورية، ولابد للوزير المقبل ــ حسب عبد العزيز ــ من وضع برنامج لتوفير الإعاشة للأستاذ الجامعي، وتحسين مرتبه الذي لا يزيد عن 100 دولار شهرياً، فيما يصل في دول خارجية إلى أكثر من 6 آلاف دولار ويزيد حسب التخصص،  واعتبر أن هجرة أساتذة الجامعات أمر كارثي يهدد بتفكيكها مما يستوجب الطرق عليه بشدة. 

مراجعة 

نادى عبد العزيز بضرورة مراجعة  ملفات الجامعات الأهلية على أن يوضع في الحسبان المحافظة على الشروط والمعايير وحفظ هيبة الدولة،  فضلاً عن أن يضع الوزير المقبل في أجندته إطفاء ما أسماه الحمى السياسية لدى الطلاب التي تؤدي بدورها إلى العنف الطلابي مما يؤثر على العملية التعلمية.

 ودعم هذا الجانب أستاذ العلوم السياسية د.عبد اللطيف محمد سعيد، منادياً بضروة إلغاء المنظمات الجهادية والحرس الجامعي مستنكراً في هذا الجانب تحويل اتحادات الطلاب إلى حزب سياسي يتبع المؤتمر الوطني، الأمر الذي خلف غبناً بين الطلاب، فضلاً عن حل مشكلة المواصلات وأن يتيقن الوزير من أن إغلاق الجامعات كان قرارًا سياسياً، غير أن فتح الجامعات يجب أن يكون قراراً إداريًا.

منهج مؤسلم 

يبدو أن السلم التعليمي السابق والمنهج الذي وضع في عهد الإنقاذ منذ تولي أمر وزارة التربية من قبل عبد الباسط سبدرات  ظل مغضوباً عليه من قبل معظم التربويين واعتبروة منهجاً يؤطر إلى تخريج طالب مشبع بقوالب إسلامية جهادية دون النظر إلى تأهيله علمياً.

 لذا جاء حديث الخبير التربوي إسماعيل تيراب في حديثه لـ(الصيحة) أن وزير التربية والتعليم العام تنتظره تحديات عامة وأخرى خاصة، من أهمها تحقيق الشعار المرفوع وهو تعميم التعليم فضلاً عن ضرورة مراجعة شاملة للمناهج وفقاً للمعايير الدولية المطلوبة، وتدريب المعلم واختياره.

 وفند تيراب التحديات الخاصة التي تجابه وزير التربية والتعليم والتي من بينها مراجعة التقويم الدراسي باعتبار أن فصل الخريف يمثل تحدياً للمدارس ولابد أن يضمن للتلاميذ توفير تعليم  بدون خطورة على سلامتهم.

 ونادى تيراب بضرورة  إعادة النظر في موضوع التعليم الخاص، والنظر إلى المقترحات التي دعت إلى  أن يتم انتداب جميع مديري المدارس الخاصة من قبل الحكومة، فيما يتم انتداب جميع مديري المدارس الخاصة من قبل وزارة التربية، ولا يسمح لأي من مديري المدارس أن ينتدب من قبل صاحب المدرسة  باعتبار أن المدرسة الخاصة تربي الأجيال المقبلة، على أن يحدد استحقاقات العاملين مع صاحب المدرسة بتعاقد مع المدارس، ويتم التعاقد معهم بشرط أان يكون ممثل التربية طرفاً ثالثاً، ودعا تيراب إلى ضرورة إلغاء ما يسمى بالمدارس النموذجية لجهة أنها خلقت رعباً لأولياء الأمور لاستيعابها طلاباً حاصلين على  نسب عالية، وفى مدارس محدودة وبعيدة، لذا لابد أن يكون القبول جغرافياً حتى لا يضطر الطالب لدخول المدارس النموذجية. واتفق الخبير التربوي إبراهيم الفاضل في حديثه لـ(الصيحة) مع تيراب في كثير من التحديات التي تجابه وزير التربية المقبل، منادياً بضروة تدريب المعلم وتوفير الكتاب المدرسي ومراجعة المناهج، وقال الفاضل إن ألمانيا تعتمد أكبر مرتب في الدولة للمعلم، إذ أن اقتصاديات الدول تنظر إلى التعليم  من حيث الأهمية ووضعه في المرتبة الأولى، وشدد على ضرورة أن يكون التعليم مركزياً منتقداً إيلاء أمر التعليم إلى الولايات والمحليات، ونادى بضروة تجفيف المدارس الخاصة والمذكرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى