الانتخابات المُبكّرة.. وضع الملح على الجرح

تقرير: صلاح مختار

رجح رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل فرضية أن يتجه المجلس العسكري الانتقالي إلى قيام انتخابات مبكرة حال فشل الاتفاق بينه وبين قوى الحرية والتغيير واستمرار انسداد الأفق السياسي بسبب تعنّت طرفٍ دون الآخر بشأن تقاسم السلطة، وربما تلك الأسباب والخلافات الكبيرة كفيلة أن تقود المجلس إلى وضع حد للعملية السياسية وتوجيه الأحزاب إلى الدخول في انتخابات مبكرة لنقل السلطة إلى المدنيين.

خيارات الدعوة

الخطوة التي ذكرها مبارك الفاضل لن تكون الأولى أو الأخيرة, فقد لوّح المجلس العسكري الانتقالي بإجراء انتخابات مبكرة إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع قوى المعارضة.

وبحسب تصريحات الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول شمس الدين كباشي، أن المجلس يملك خيار الدعوة إلى انتخابات مبكرة خلال 6 أشهر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع المعارضة بشأن الهيكل العام لنظام الحكم الانتقالي. واعتبر المجلس العسكري السوداني أن وثيقة قوى الحرية والتغيير أغفلت نقاطاً عدة.

الأمر الواقع

وكان نائب رئيس المجلس الفريق محمد حمدان دقلو، أعلن رغبة المجلس في إجراء انتخابات مبكرة خلال ثلاثة أشهر لتسليم السلطة لمدنيين يمثلون الشعب. في المقابل أفصح عن نية المجلس العسكري الانتقالي إجراء انتخابات مبكرة أربكت الطرف الثاني الذي سارع بالقول إن حديث المجلس العسكري عن انتخابات مبكرة محاولة لشرعنة النظام القديم.

كروت ضغط

ويرى الخبير الأمني والدولي، د. حسين كرشوم في حديثه لـ(الصيحة) أن المشكلة الأساسية هي الثقة المفقودة بين طرفي التفاوض وعدم بناء ثقة متبادلة، وأن كل طرف يستخدم كروت الضغط للوصول إلى أهدافه ويرى كرشوم أن الأحداث سجال بين الطرفين تارة عن طريق الحشد أو الاعتصام أو العصيان أو التظاهرات أو المسيرات والحشد الجماهيري لكل طرف إلى جانب محاولة استمالة الرأي العام العالمي ومحاولة إنزال القرارات خاصة من مجلس الأمن الدولي والمنظمات التابعة لها الإقليمية.

مصيدة وشرك

وقال كرشوم: أي خلاف لا يجب أن يُنظر إليه بحسن النية، وإنما كل طرف يعرف خلاف الآخر بأنه مصيدة أو شرك للإيقاع بالطرف الآخر، ورأى أن تجاوز المجلس العسكري لقوى إعلان الحرية والتغيير بالدعوة لانتخابات مبكرة رغم أن الانتخابات حق يقاس عليه أوزان القوى السياسية وعن طريقه يمكن أن تسلم السلطة وأن الهدف المعلوم هو الوصول إلى انتخابات بصورة شرعية، بيد أنه قال إن طبيعة الفترة الانتقالية تُحدّد ملامح الانتخابات المقبلة.

وجهات نظر

وقلّل كرشوم من حديث مبارك الفاضل، وقال: المجلس العسكري لا ينزع نحو الانتخابات المبكرة وإنما تريد أن تأخذ وتتبنى أحزابه وقواعدها أن تأتي بها إلى سدة الحكم، وأوضح: من خلال حديث مبارك الفاضل صحيح يمكن أن يقوم المجلس بذلك، ولكن لا أعتقد أن العسكري ينزع للانتخابات، وقال: قد يكون كرت ضغط تجاه قوى الحرية والتغيير حتى توقف المشاكسات، والعبور إلى تشكيل حكومة انتقالية ومعالجة القضايا الملحة. وأضافك العسكري يمكن أن ينجح في ذلك خاصة أن قوى الحرية والتغيير ليست اللاعب الوحيد في الساحة، هنالك أجسام بدأت تتحرك في الإقليم لتقريب وجهات النظر.

فجوات خلافية

ويرى المحلل السياسي، د. أبوبكر آدم أن الخلاف بين طرفي التفاوض وضح منذ الأسابيع الأولى من اللقاء الأول بجانب ظهور خلافات داخلية خاصة بين مكونات قوى التغيير، والحديث عن محاولة إقصائها، وأشار إلى بيان الحزب الشيوعي الذي اعترض على أي اتفاق مع المجلس العسكري، وقال: من الواضح أن هنالك خلافاً بين الشيوعي وقوى إعلان الحرية والتغيير، مبيناً أن الفجوات الخلافية التي تصدُر من قوى الحرية تعطي المجلس العسكري الحق في إجراء انتخابات مبكرة، وقال: يمكن ان يتم ذلك، وحتى لا يكون هنالك فراغ في الدولة وبالتالي العسكري يملك حق الانتخاب حال وجد قبولاً من مكونات خارج قوى التغيير.

تجنُّب الاحتمالات

قد تكون هنالك صعوبة بحسب رؤية آدم في تنفيذ ذلك باعتبار الشراكة التي تربط طرفي التفاوض، ولكن هذا لا يعني إيجاد فراغ دستوري وسياسي وقانوني طول الوقت، مبيناً أن المجلس العسكري سيعمل على تجنّب الخيار المُفضي للانتخابات المبكرة، وبالتالي إجراء انتخابات مُبكرة تعتبر نهاية للمباراة بين فريقي العسكري والحرية والتغيير، والحَكَم سيكون صناديق الاقتراع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى