أحداث الفاشر… هل وصلت الرسالة؟

ما حدث لأعضاء قوى إعلان الحرية والتغيير بمدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور أمس الأول، ليس بالأمر الجديد على المشهد السياسي، وحتماً لن يكون المشهد الأخير، ولكنه  أمر غريب في ظل الثورة والتغيير الذي طال الدولة السودانية، وبالتالي يمتد أثره ليشمل التغيير في الأنفس والسلوك، وإن كان ما حدث هو من باب التعبير عن الرأي وإن اختلفت الطرق والكيفية التي تم التعبير بها.

مشهد ربما تمتد آثاره داخل قوى إعلان الحرية والتغيير لمزيد من التجويد والضبط وقراءة المشهد السياسي والواقع من زاوية الحقيقة وليس القول ومهما كانت المبررات، إلا أن قوى إعلان الحرية والتغيير اعتبرت ما حدث تشويشاً للفترة الانتقالية، وأن هناك من قام بالفعل لأهداف محددة، فيما أكدت الجبهة الثورية أنها التي حركت تلك الأحداث. 

(الصيحة) أجرت مواجهة بين قوى إعلان الحرية والتغيير والجبهة الثورية لإلقاء مزيد من الضوء حول ما حدث. 

أجرى المواجهة: النذير دفع الله 

القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير وجدي صالح لـ(الصيحة)

ما حدث في الفاشر محاولة للتشويش على الفترة  الانتقالية 

*ما هي الدوافع والمسببات لما حدث لوفد الحرية والتغيير في ندوة الفاشر؟ 

ما حدث أمر مؤسف، وإن كان في إطار التعبير عن الرأي، إذ لا بد لأي شخص أن يقول رأيه مهما كان، وإن اختلفنا في الوسائل والطريقة التي يتم التعبير بها، ولكننا لا نعزوه لأكثر من أنه سلوك فردي لا يمثل بأي حال مؤشر يحسب ضد قوى إعلان الحرية والتغيير. 

*هل ما حدث سيكون له تأثير على عملية السلام في دارفور؟

قوى إعلان الحرية والتغيير وضعت ضمن الوثيقة الدستورية في الفصل 15 قضية السلام، وهو ما لا يمكن لأي جهة كانت غير قوى الحرية والتغيير أن تفعل تلك الخطوة وتُضمّنها في الوثيقة الدستورية سيما خلال  المرحلة الانتقالية، وهو ما تسعى له قوى الحرية بأن تعمل على نشر السلام في دارفور. 

*ألا يمثل ما حدث انقساماً لقوى الحرية والتغيير من ناحية المناطقية؟

ليس هناك اي انقسام داخل قوى إعلان الحرية والتغيير ولا يمثل اي مؤشر لانقسام داخل صفوف الحرية والتغيير، لأن ما حدث لم يكن يُعبر عن كل الناس، بل وهنا نتساءل كم عدد الذين هتفوا خلال الندوة مقارنة مع البقية الأخرى المؤيدة لقوى الحرية والتغيير، ولكننا نؤمن بأنهم يعبرون  عن قلة محدودة. 

*هل هناك جهة محددة قامت بهذا العمل ولماذا؟

ما حدث لم يكن من باب الصدفة، هناك جهات معينة قامت بهذه الهتافات ضد أعضاء قوى الحرية والتغيير ولديها أهداف وأغراض محددة نحن نعرفها، ولكن ما حدث لن يزيدنا إلا إيماناً متمسكاً بإنفاذ عملية السلام في دارفور وكل السودان، لأننا نؤمن بقضيتنا جيداً، فضلاً عن أن ما قاموا بالعمل لا يتعدون أصابع اليد، وهي محاولة للتشويش في الفترة  الانتقالية. 

*كيف تقومون بمعالجة ما حدث دون تكراره مرة أخرى؟

قبل المعالجة أحداث الفاشر تجعلنا أكثر تمسكاً بقضية السلام الذي لن يمنع أو يتوقف بهتاف فقط فضلاً عن إيجاد حل للحروب التي طالت السودان، وهذا غير مربوط بأشخاص ومجموعات لذلك حتى نعالج ما حدث بالطريقة الحقيقية لابد من أهمية الوصول إلى سلام شامل. 

*هذا يعني أن قوى الحرية والتغيير اهتزت عضويتها في شمال دارفور؟

 لا أعتقد ذلك، لأن الإيمان بالقضية هو ما يحدد مسار قوى الحرية والتغيير  وليس الهتافات التي تصدر من قلة، قوى إعلان الحرية والتغيير لديها مبدأ ومنهج واضح يمكنه تجاوز تلك المطبات،  وما حدث لا يمكن أن ينسب بأي اتجاه ضد قوى الحرية والتغيير.

////////////////////////////////////

الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية بالداخل محمد سيد أحمد الجاكومي لـ(الصيحة)

لا وجود لقوى الحرية والتغيير في دارفور وجبال النوبة إلا بتحقيق السلام 

*هل ما حدث في الفاشر من صنع الجبهة الثورية؟

نعم، ما حدث في الفاشر قام به شباب الجبهة الثورية، لأن الجبهة الثورية هي صاحبة المقترح والمبادرة لإسقاط النظام، وهي التي غيرت موكب 25/2 المتجه للبرلمان لزيادة الاجور إلى القصر الجمهوري. 

*كأنك تريد القول إن من صنع قوى الحرية والتغيير هي الجبهة الثورية؟

فعلاً، هذا ما أردتُ قوله لأن الجبهة الثورة كانت ضمن الاجتماع الذي أقيم بدار المؤتمر السوداني مع عدد من القيادات ورؤساء الأحزاب، وهو الاجتماع الذي تم فيه تكوين قوى إعلان الحرية والتغيير. 

*هذا يعني أن قوى الحرية والتغيير تغوّلت على حق الجبهة الثورية؟

تم اعتقالي يوم 27 من شهر فبراير، ولم أخرج إلا بعد 11 أبريل ووجدنا أنه قد تم إقصاء الجبهة الثورية من الاتفاق الذي تم بيننا حول قوى إعلان الحرية والتغيير، وكثيراً ما كان يعتبرني البعض ممثلاً لنداء السودان في الاجتماعات، ولكني أخبرتهم أنني ممثل للجبهة الثورية.  

*ماذا تسمي ما حدث في أديس أبابا بين الثورية والحرية والتغيير؟

ما حدث في أديس أبابا من اتفاق تنصلت قوى إعلان الحرية والتغيير منه بعد عودتها للخرطوم وأكدوا أن من ذهبوا لأديس غير ممثلين، وتم الاعتراض على ذكر الجبهة الثورية في الاتفاق واستبعاد ممثل نداء السودان إبراهيم الأمين، وما حدث في الوثيقة الدستورية لا يمثلنا كجبهة ثورية. 

*ولكن كانت هناك اجتماعات ومفاوضات أخرى في جوبا والقاهرة؟

هناك اجتماع تم أمس بين مكونات الجبهة الثورية، وتم تكوين هيكلة الجبهة الثورية (أ) بقيادة مالك عقار والجبهة الثورية (ب) بقيادة أركو مناوي، وستخرج اليوم توصيات الجانبين.

*ألم يكن للثورية أي وسيلة أخرى للتعبير عن رفضها ندوة الفاشر؟

تم استدعاء قواعد الجبهة الثورية التي تحركت في مجموعات إلى  الندوة التي تمت بمدينة نيالا وأسمعوا قوى الحرية والتغيير ما يريدون أن يقولوه، ومن هذا الجانب تحركت مجموعة الفاشر وطالبوا قوى الحرية والتغيير ألا يتحدثوا بل أخبروهم أن مناطق النزاع من النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور لن يكون للحرية والتغيير فيها أي وجود إلا إذا تم السلام الذي ينادون به، نحن لا ننكر أن ما حدث هو من فِعل قواعدنا. 

*ولكن الحرية والتغيير تمتلك زمام الأمر في الشارع؟

نحن قلناها إننا سنناهض قوى الحرية والتغيير بذات الشارع، وأثبتنا لهم وسنثبتها أن الشارع لا تملكه قوى الحرية والتغيير، وما حدث في الفاشر جزء من فتح العين، وأن السلام في دارفور لن يتحقق إلا بموافقة الجبهة الثورية، ولن تستطيع أي جهة أن تحقق السلام في دارفور إلا بوجود الجبهة الثورية، ووجود عبد العزيز الحلو. 

*هل هذا يعني مواصلة النضال المسلح مرة أخرى؟ 

أبداً، نحن لن نُرهق الحكومة المدنية القادمة بأي تكاليف للحرب، ولن نرفع البندقية مرة أخرى سيما وأن للجبهة الثورية فصائل عسكرية وسياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى