غرق الجيلي.. تفاصيل مأساوية

الخرطوم :الصيحة

اجتاحت سُيُولٌ عارمةٌ، ضاحية الجيلي، شمال مدينة بَحري أمس الاثنين، ما أدّى إلى تهدُّم الحاجز الترابي حَول المدينة من الناحية الشرقية وتسبّبت السيول في إغراق العديد من المنازل والمُمتلكات بالأحياء الجُنوبية للمدينة، وأجبرت عدداً من السُّكّان للفرار من منازلهم لإنقاذ أنفسهم.
وقال شُهُود عَيان من سُكّان المدينة، إنّه حتى اللحظة لا يَعرف إن كَانت هُنالك إصَابات أو وفيات جرّاء السُّيول، مُشيرين إلى ارتفاعٍ كَبيرٍ في منسوب النيل ما يُهدِّد بحُدُوث كارثة إنسانية، دَاعين المُنظّمات وجميع الجهات بالتدخُّل لاحتواء الموقف.

وقال أحد المُواطنين ويدعي إبراهيم أحمد لـ(الصيحة) أنّ السُّيول جاءت عبر (خور أبو طليح) وهي منطقة معروفة بأنّها مجرى للسيول، قامت السلطات بتوزيعها للمُواطنين كمناطق سكنية واصطدمت تلك السيول بارتفاع منسوب النيل، فاجتاحت القُرى القَريبة ومنها قرية أبو طليح نفسها وجُزءاً من مدينة الجيلي وشمال النَّيَّة، بعد أن هَدمت الحاجز الترابي حول القُرى وجرفت نحو (60) منزلاً كلياً، وأن مُواطني المنطقة اضطروا للهروب إلى مناطق مرتفعة لإنقاذ أرواحهم، موضحاً بأنّ أهالي المنطقة يتعاونون حالياً لإغاثة المُتضرِّرين، وأن السلطات لم تقف على أحوالهم حتى اللحظة باستثناء عملية استكشاف على متن طائرة هليكوبتر قام بها الفريق أول ركن جمال عمر عضو المجلس العسكري الانتقالي، رئيس لجنة الأمن والدفاع بجولة في مناطق الفكي هاشم والخليلة والجيلي يُرافقه فيها مديرو أجهزة الاستخبارات العسكرية والمُخابرات العامة والشرطة، وكشف الرجل أنّ السُّيول دَمّرت حي (المصانع والدشيناب) تماماً بعد تدمير الجسر الترابي واعتلاء النيل الضِّفَة ورَسَمَ أوضاعاً مأساوية تعيشها تلك الأسر، مُبيِّناً أنّ المساجد استنفرت الشباب للوقوف والتصدي لخطر تلك السيول بتأمين بقية الأماكن التي لم تصل إليها السيول..!

وكَشف مَركز الإنذار المُبكِّر والحَد من الآثار الطبيعيّة المُتَعَدِّدة التابع لمُفوضية العون الإنساني في السُّودان، عن ارتفاع منسوب النيل الأزرق، الذي ينبع من إثيوبيا ويُعد رافداً رئيسياً لنهر النيل، وسَجّلَ ارتفاعاً بِمَحطة الديم بولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان لحوالي 13.55 متراً، بعد أن شَهِدَ انخفاضاً في الأيام الماضية. وقال المركز في بيان، إنّ هذا الارتفاع في المنسوب “يقترب من حَدّ الفيضان العالي”، لافتاً إلى أنّ المنسوب شَهِدَ ارتفاعاً مُضطرداً خلال الفترة الماضية، مُشيراً إلى أنّ هُناك مَخَاطر مُتوقّعة حتى يوم الأحد المُقبل، نتيجة جريان السُّيول في كل ولايات السُّودان، تتمثّل في غَمرِ للمساكن والمَرافق العَامّة خَاصّةً في المناطق المُنخفضة في جنوب الخرطوم باعتبارها وسط البلاد وبعض الأجزاء من ولاية الجزيرة إلى الجنوب من الخرطوم، وأَكّدَ المركز تُواصُل هُطول الأمطار في ولايات السُّودان المُختلفة بمُعدّلاتٍ عاليةٍ إلى متوسطة كما توقّع أن تستمر مُعدّلات الأمطار في الهضبة الإثيوبية من مُتوسِّطةٍ إلى عاليةٍ، حتى الأحد المُقبل، مِمّا يُزيد من استمرار ارتفاع مَناسيب النيل الأزرق في محطة الديم.

وَكَشَف المدير السابق للإدارة العَامّة للدفاع المدني الفريق هاشم حسين أنّ السّد الواقي لمدينة الجيلي تمّ إنشاؤه في العام 1996 وأنّ انهياره مُشكلة كبيرة سيُهدِّد تلك المناطق، خَاصّةً وأنّ المُؤشرات تُشير إلى أنّ الأمطار سَتتواصل، مُشيراً أن أول إجراء إخلاء المُواطنين من تلك المناطق الى أخرى آمنة، وتوفير الإيواء والغذاء لهم، ثم تأمين مجرى النيل، منبهاً الى خُطُورة اختلاط مياه النيل بالسيول ومياه الصرف الصحي، وقال حسين إن هُناك تَحوُّلاً في المناخ يشغل العالم حالياً وهو ما يُفسِّر هطول الأمطار بأقصى الشمالية، وأنّ الأمر يحتاج لتفعيل الاستراتيجية الوطنية للحد من المخاطر، مُنبِّهاً أن يكون أول برنامج الحكومة الانتقالية هو التوعية لمُعالجة كل القضايا، ولم يستبعد سيولاً بمناطق أخرى بشرق النيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى