المُحقِّق يكشف تفاصيل اعتقال “أحمد الخير” وحقيقة المُعتدين عليه

الخرطوم: الصيحة

كَشَفَ المُحقِّق الثالث من النيابة العامة في قضية مقتل المُعلِّم أحمد الخير، أنّه تمّ اعتقال المرحوم من أمام صيدلية بخشم القربة بواسطة عربة بوكس يقودها المُتّهم الأول ومعه ثلاثة آخرين، ثُمّ قاموا بضربه وركله أثناء مُحاولته الهرب، ونُقل لعربة بها ثلاثة مُعتلقين آخرين.

وقال المُحَقِّق رداً على أسئلة هيئتي الاتّهام والدفاع أمام القاضي مولانا الصادق عبد الرحمن أمس، إنّه بعد وصول المُعتقلين لمبنى الأمن تم عزل القتيل عن البقية، وأُصيب بإعياءٍ شديدٍ وشكا لزملائه بأنّ المُتّهم الأول ضربه، وكشف أنّ المُعتقلين مكثوا ليلة الخميس دُون أية وجبة عدا شرب الماء، وفي اليوم الثاني أحضروا لهم وجبة (فتة فول) عليها جِبنة، واكتشف أحدهم أنّها (مُخَمّرة) ونبّه البقية، وعقب صلاة الجمعة حَضَرت قُوة من رئاسة جهاز المخابرات العامة بكسلا، وأخرجوهم وهجموا عليهم ضرباً بالخرطوش وأمروهم بالزحف على الأرض وركلوهم بـ(البوت)، وقال إنّ تلك المَعلومات حصل عليها من أقوال شُهُود الاتّهام الذين كانوا مَعه، وذكر له أحد الشهود أنّ المُتّهم الثالث طلب من السادس إحضار سيخة من العربة وبعدها سمعوا أصوات صراخ للقتيل، وبعدها أعادوه، ووصف حالته بأنه لا يدلي بأيِّ أقوالٍ ولا يستطيع المشي.

ونفى المتحري أيّة مُحاولة من المُتّهمين لإسعاف المجني عليه رغم أنّ مُستشفى خشم القربة يبعد حوالي (40) متراً من مبنى جهاز الأمن، وذكر أنّه قبل ترحيل المُعتقلين الى كسلا، كان القتيل لا يستطيع القيام، وقبل تحرُّك العربة طلب من أفراد القوة الذهاب الى دورة المياه وهناك سقط داخلها، وأوضح أنّ أحد المُعتقلين أخطر أفراد القوة بأنّ أحمد الخير مات، فردّ عليه: (دا ما بموت وكلكم ماشين كسلا عشان تموتوا).

وذكر المتحري، أنّ ثلاثة مُعتقلين حدثت لهم انتكاسة جَرّاء التعذيب من قِبل المُتّهمين، أحدهم حُجز بمُستشفى رويال كير (21) يوماً لإصابته بفشل كلوي، وأكّد أنّ المُتّهم الأول رئيس وحدة جهاز الأمن بخشم القربة هو من أعطى التّعليمات للمُتّهمين الثاني والثالث بضرب المُعتقلين، وأنّ بعض المُتّهمين من وحدة خشم القربة عندما شاهدوا الضرب العنيف تحدّثوا مع المُتّهم الأول خوفاً من تَعَرُّض أحدهم للأذى أو القتل لكنه أمرهم بعدم التدخُّل.

وقال المُتحرِّي للمحامي ساطح الحاج، إنّ القتيل يتبع للمؤتمر الشعبي وهو مُصَنّفٌ سياسيّاً، ونفى في رده على دفاع المُتّهم الأول عبود حاج علي، وُجُود شخصٍ شاهد المُتّهم يضرب القتيل، وكان يجلس أمام مكتبه يستجوب المُعتقلين، ونفى إصداره تعليمات بقتل المجني عليه، وأوضح أنّ تحويل ملف القضية من كسلا الى الخرطوم جاء بأمر من النائب العام بعد تقديم طلبٍ من هيئة الاتّهام، وقال إنّ القتيل وصل الى المستشفى حَيّاً وتوفي بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى