عادل مسلم .. فنان في زمن الغيبوبة الفنية!!

 

(1)

كلنا يعلم ويدرك تمام الإدراك   أن فن الغناء تحديدا  هو ليس مجرد تسلية فقط ولا وسيلة سهلة وفي متناول اليد لقضاء أوقات الفراغ أو هو فكرة عبثية ، بل في واقع الأمر  هو رسالة هادفة، رسالة يشترك فيها الكثير بغية إيصالها، بدءا بصاحب فكرة العمل الغنائي، فكاتب النص الشعري أو الكلمات، ثم الملحن، وربما الحلقة الأهم في هذه الدائرة في اعتقادي هو المغني.

(2)

ففي وسطنا الغنائي  الكثير من الفنانين الموهوبين الذين لم ننتبه لهم بشكل متأمل وحصيف.. ولعل الأستاذ الفنان عادل مسلم هو واحد من تلك النماذج التي تستحق الالتفاتة في زمن الغيبوبة الفنية .. وبلا شك هو فنان صاحب مدرسة غنائية خاصة اتسمت بالجدية منذ بواكير انطلاقته في مدينة بورتسودان  وبلا شك هو أيضاً  فنان مقتدر و هو حامل رسالة غنائية ذات طبيعة مختلفة.

(3)

عادل مسلم فنان مبدع جملته الموسيقية تنتمي للحداثة .. ألحانه ذات ثراء نغمي بديع .. أفكاره اللحنية متجاوزة لحال السائد من الألحان الدائرية والرتيبة .. يحشد للنص تصاوير جديدة من حيث القدرة على التعبير والتحلل من الأنماط اللحنية العادية .. وهو يحمل ذات الملامح السودانية القديمة من حيث الموهبة العظيمة في مجال الألحان.

(4)

فهو يعد من العباقرة في مجاله .. وهو يمكنه أن يسير على ذات الدرب الذي مشى عليه من قبل ملحنون كبار أمثال برعي محمد دفع الله وعبد اللطيف خضر ود الحاوي وعمر الشاعر .. أتمنى أن نلتفت قليلاً  لتجربة مغايرة مثل عادل مسلم وحالة الغيبوبة الفنية التي نعيشها حاليا تقتضي التوقف والانتباه لمثل عادل مسلم.. وكلي ثقة بأننا لو جلسنا يوما ما لإحصاء التجارب الجادة فلن نتجاوزه مطلقًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى