عزوف الشباب عن الزواج ما بين القلق والضغوط النفسية

 

استطلاع: عديلة إبراهيم

ظاهرة تمدّدت في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة، حيث صار الزواج  آخر أولويات الشباب.     مع انخفاض واضح في نسبة الخصوبة حسب آراء بعض المختصين الأمر الذي قد يهدد النسيج الاجتماعي السوداني المترابط ويقود الى اختلال في التركيبة الاجتماعية، و تؤكد الإحصاءات عن انخفاض كبير في معدلات الإقبال على الزواج بين الشباب.

وحول الأسباب الحقيقية والمستترة لهذه الظاهرة، حاولت (حكايا) استطلاع آراء بعض الشباب والمختصين في محاولة لطرح القضية كقضية اجتماعية تهدد مستقبل الأسرة الكبيرة الذي بدأ في التلاشي والعديد من الأشياء الأخرى المصاحبة.

الباحثة في تاريخ السودان  إجلال أحمد فضل المولى ، قالت  إن البعد عن الموروث الثقافي أدى إلى العزوف، لأن الزواج يتأثر بالعادات والتقاليد التي طرٲت على المجتمع، ففي السابق كان الزواج في المنازل، والآن بالصالات، وهي مرهقة من الناحية المادية، وبعض الفتيات يشترطن على الشاب الصالة والمهور العالية والعديد من الطلبات التي تجعل الشباب يفكرون ألف مرة قبل القدوم على هذه الخطوة.

كما قالت العاملة في إحدى الشركات  آمنة سعيد، ، إن الظروف  الاقتصادية تؤدي للعزوف، لأن الشاب تقع عليه أعباء  تكاليف الزواج، وأصبحت أمرًا صعباً في هذا الوقت، لأن   أغلب الشباب يعانون من البطالة والفقر في ظل عدم توفر فرص العمل، أو الفرق الشاسع بين الدخل والمنصرف، رغم أن النساء أصبحن مشاركات في أعباء المعيشة، وبعض الشباب يضعون شروطاً كثيرة وصفتها بالتعجيزية، ومن الصعب توفرها جميعاً في فتاة، لأن الكمال لله وحده.

واشارت فاطمة أحمد الي رفض الفتيات السكن مع أهل الشاب  تخوفاً من المشاكل في المستقبل.

واضافت ان رفض الأهل لاختيار الشاب وفرض آرائهم عليه قد يؤدي للعزوف.

وعدم الثقة بين الطرفين قد تكون سبباً كذلك انشغال الشباب بالمعيشة بأعباء أخرى وعدم تحمله أعباء إضافية، كذلك يمكن إضافة عدم الانضباط والعلاقات المفتوحة مع البنات ضمن تلك الأسباب.

والأمر يعود عموماً لقلة الإيمان وضعف الوازع الديني والتخوف، من الزواج بسبب الخلافات والطلاق والعنف وأضافت: المستوى التعليمي  العالي وطلب الفتاة لمن يناسبها ويماثلها تعليميًا في حين رغبة الشباب ان تكون فتاة أقل منه سنًا وعلماً.

وقالت المحاضرة بجامعة أمدرمان الإسلامية كلية أصول الدين د. عائشة شريف ،  إن الإسلام يهتم بقضايا الشباب، ويتبين هذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج  فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) روه البخاري ومسلم.

وأشارت إلى أن المغالاة في المهور، الإسلام نهى عنها  وأشارت إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم  (أقلهن مهراً أكثرهن بركة).

وذكرت قوله تعالى (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

وعن الآثار النفسية للعزوف قال الباحث النفسي نادر محمد عثمان ، إن الآثار النفسية في عزوف الشباب عن الزواج أهمها الصدمات النفسية الناتجة عن وفاة الخطيب أو الخطيبة أو سلوك سيئ ارتكبه  (هو أو هي)  غير متوقع الإحساس بعدم القدرة لدى الشباب.

القلق والضغوط النفسية الزائدة تقود للعزلة وأضاف وما يتبعه والعاطفة وإشباع الحاجات الغريزية والنفسية من أهم الأسباب للسلامة النفسية والعصبية.

واضاف أن النساء يصعب عليهن العيش بدون الرجال كما يصعب الأمر على الفتيات أيضاً.

وحسب ما كشفته الجمعية السودانية للإخصاب والأجنة عن الشروع في زيادة مراكز الخصوبة وتوسيع العلاج بالداخل، وذلك في أعقاب ارتفاع نسبة عدم الإنجاب التي ظهرت في الفترة الأخيرة تبرز مشكلة أخرى في تأخر سن الزواج.

استشاري أمراض النساء والتوليد والخصوبة دكتور محمد الحافظ قال إن نسبة عدم الإنجاب وسط النساء تصل ما بين 15-20٪ عازيًا ذلك لاستخدام بعض المواد التي تضر بالذكورة مثل الزئبق، الأبخرة المنبعثة من المواد البترولية والتغذية.

فيما أشار بروفيسور حلمي نور استشاري أمراض النساء والتوليد، إلى وجود 12 مركزاً  لعلاج مشاكل الخصوبة 10 مراكز منها بالخرطوم، وواحد بود مدني، وآخر ببورتسودان

وعزا حلمي قلة الخصوبة للزواج المتأخر، التكلفة العالية لمستهلكات العلاج الذي يكلف في السودان ألف دولار مقارنة بالدول الأخرى ما بين 4-5 آلاف دولار، مشيراً إلى أن جمعية الخصوبة أصبحت توفر العلاج بالداخل لتقليل تكاليف السفر للخارج.

وأوضح أن الزواج مسيرة تمتد طول العمر، فلابد من الاختيار الصحيح والسديد والشباب لا يجدون ما يناسبهم من الفتيات بسهولة، لذا يجب البحث عن فتاة ذات خلق ودين، وقال (الاختيار صعب).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى