قال إنه يتمنّى بأن يتغنّى بواحدة من قصائد الحلنقي .. الفنان ناصر عدلان: (الجمهور عايز كده) ليس مبرّراً لأي فنان تقديم فن غير جاد!!

بجنائنها ورمال الشواطئ الساحرة والمُفعّمة بالحياة والأمل والإخضرار.. تظل مدينة سنجة مورداً جمالياً يصدِّر للسودان عديد الخيرات.. ولعل الفنان الشاب (ناصر عدلان) واحد من تلك الخيرات والبشارات التي نفحتنا بها مدينة سنجة.. ويعتبر واحداً من الأصوات القادمة في الوسط الغنائي زاده في ذلك قدرات أدائية عالية وتجربة تنمو باتزان وتنضج على نار هادئة جداً.. (الحوش الوسيع) جلست مع الفنان ناصر عدلان وقلبت معه دفتر حياته ما بين سنجة والغناء والغربة والثورة.. تعالوا نقرأ سوياً ماذا قال لنا في هذا الحوار الخاطف:

حوار: سراج الدين مصطفى    6فبراير2022م 

دعنا في البدء نقرأ في تفاصيل بطاقتك الشخصية؟

تفاصيل بطاقتي الشخصية.. هي مثل كل سوداني.. تحمل ذات الملامح والجينات.. فأنا ناصر محمد أحمد مشهور في الوسط الفني بلقب (ناصر عدلان)، المراحل الدراسية سنجة الجنوبية الابتدائية والمتوسطة الجديدة (آخر دفعة قبل تغيير السلم التعليمي)، ثم الثانوي سنجة الاكاديمية وتخرجت في كلية الاقتصاد جامعة القاهرة.

ماذا تبقى في الذاكرة من مدينة سنجة.. وكيف كانت كمدينة ملهمة للإبداع؟

سنجة هي المولد والنشأة وتكوين شخصيتي، فهذه المدينة الساحرة ذات الغروب الحنين والصباح المُترع بالتراتيل والمدائح النبوية وأغنيات العصافير والسيمفونيات العذبة التي تعزفها الأنسام بين أغصان بساتينها الغنّاء كل هذا الجمال الباذخ مُلهمٌ للروعة في كل شيء.

لو حاولنا أن نتوقّف تحديداً عند الأسماء الغنائية التي كان لها تأثيرها الواضح في تجربتك؟

طبعاً كحال أي فنان سوداني التأثُّر بهذا الإرث الغنائي الكبير الذي تركه رُوّادنا من عمالقة الفن أمثال فنان أفريقيا الأول وردي وعثمان حسين والكاشف وغيرهم من جيل الرواد الذين تركوا شلالات من الروعة ينهل منها كل من أراد السير في دروب الإبداع.

دار الخرطوم جنوب للغناء والموسيقى.. مؤكد بأنه ساهم في تشكيل شخصيتك الفنية؟

الخرطوم جنوب إقلاع الروعة في هذا الوطن ومجرد الانتساب ونيل عضويتها، فهو نيشان شرف ومسؤولية لكل من ينتمي لها، فما تمتلكه من تاريخ وأسماء يجعلك تفخر بانتمائك لهذا الصرح، وبالطبع الغربة الطويلة لي أو غيري من الفنانين لها تأثيرها السّالب وتحتاج بعد العودة والاستقرار أن تجد مُوجّهاً ومُعيناً لتتواصل مسيرتك الفنية، فكانت دار الخرطوم جنوب بكل منسوبيها من موسيقيين وفنانين وشعراء وملحنين وإعلاميين هي خير مُوجِّه ومعين لي ولغيري ولكل من يَنشد الغناء الجاد، وانتهز هذه الفرصة وأهنئ مجلسها المُنتخب عبر الجمعية العمومية الأخيرة الأستاذ عماد عبيد رئيساً والأستاذ علي الطيب سكرتيراً والأخ الباقر الجيلي أميناً للمال فهو اختيارٌ صادف أهله.

هل لدى ناصر عدلان مُخطّط واضحٌ لمشروعه الفني من حيث التجديد في الموسيقى والمفردة الشعرية؟

نعم فالفن رسالة لا بد أن يكون هنالك نهج لكل من سار في هذا الدرب من حيث اختيار للمفردة واللحن حتى تكون أغنية خالدة تتناقلها الأجيال وتحقق رسالتها.

الجيل الحالي من الفنانين الشباب متهم بأنه يلجأ للمستسهل والعادي من الغناء؟

رغم أن هناك عددا من التجارب الجادة والتي قدمت باقة رائعة من الأغنيات الجادة، ولكن السواد الأعظم هي من انتهجت هذا الشكل الغنائي أو كما يسمونه (غناء الضربة) وهذا بالطبع بسبب الانهيار الذي طال كل شئ في هذا البلد خلال الثلاثين سنة الماضية الذي احتكر حتى إدارة الشأن الثقافي والإبداعي، فيمكن أن يتم تعيين مدير لمركز شباب او اي مؤسسة إبداعية شخص ليس له اي اهتمامات بهذا الشأن سواء انه ينتمي لهذا النظام سيئ الذكر (التمكين) فيعتبرها وظيفة يمتهنها على مضض، فأصبح الكثير من مراكز ودور الشباب مكاتب وباحات ومسارح خالية من أي نشاط ثقافي أو فعل إبداعي، لذا حسب وجهة نظري قلّت أو شبه انعدمت التجارب الجادة إلا القليل والقليل جداً.

(الجمهور عايز كده)، كيف يعاين ناصر عدلان لمثل هذه المفاهيم؟

الجمهور عايز كده ليس مبرراً للفنان لتقديم فن غير جاد فما زال الكثير من نجوم الساحة الآن ملتزمين في تجربتهم واختياراتهم للمفردة واللحن، فالفنان هو الذي يجعل جمهوره يختار هذه او تلك من الاغنيات حسب ما قدم له من تجربة.

أي نوع من التفكير يختار ناصر عدلان مفردته الشعرية واللحن الغنائي.. ما هي الاشتراطات التي تريدها في الأغنية؟

النص الذي يُخاطبني وأشعر بأنه جديدٌ من حيث الفكرة والمفردة البسيطة.. وأنا عادة اختار النصوص التي تحمل ملامح التجديد وتبعد عن الأفكار العادية والمكررة.

بعض الشباب يعتقد بأنّ التغني ببعض أغاني كبار الملحنين والشعراء من الممكن أن يدفع التجربة للأمام؟

طبعاً مع كل الاحترام والتجلة لكبار شعراء وملحني بلادي، ولكني أعتقد أن تجربة الأسطورة محمود عبد العزيز ليس ببعيدة عن الأذهان، فتقريباً اكثر من تسعين بالمائة من أغاني الحوت من شعراء ومُلحِّنين كانوا قبل انتشاره غير معروفين، فحواء السودان ما زالت حُبلى بالإبداع والمبدعين.

لو حدّثتنا عن الملحنين والشعراء الذين تتعامل معهم.. ومَن مِن الشعراء والمُلحِّنين يتمنى ناصر عدلان أن يغني لهم؟

مجموعة من الشعراء على رأسهم الأستاذ ابراهيم المك والواثق عبد الرحمن بجدة في السعودية و الاستاذة الشاعرة مواهب والأستاذ الموسيقي الشاعر و الملحن عبد العال صلاح عبد العال و انتهز هذه الفرصة لشكره على كلما قدمه لي وعلى ما يقدمه للكثير من الفنانين. وحقيقة الاستاذ رئيس جمهورية الحب اسحق الحلنقي أي فنان تكون جل أمنياته أن يحظى بنص من هذا الهرم الإبداعي والشاب المبدع أحمد البلال.

أين أغاني ثورة ديسمبر وأين أنت منها؟

ديسمبر تلك الثورة العظيمة التي مهرت بدماء ابناء هذا الوطن كان لي شرف المشاركة منذ اندلاعها، وقدمت في ساحات الاعتصام 6 ابريل العديد من الأعمال الثورية الخفيفة لإلهاب الحماس وللأسف لم تسجل “يلاك يا ثائر ويا ثورة وردية”، والآن قدمنا مع الاستاذة آمال النور و الأستاذ رامي كمال والأستاذ عصام خضر اغنية حديث الكلمة والطلقة من كلمات وألحان الاستاذ عبد العال صلاح.

 كيف ينظر ناصر عدلان  للواقع الموسيقي والغنائي الراهن في السودان؟

الراهن الموسيقي والغنائي متأثر كغيره من الأنشطة الإبداعية بما يجري في البلد ولن ينصلح الحال إلا بانقشاع تلك الغمة وتعود عصافير الحرية والسلام والعدالة لترانيم الفرح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى