رفع اسم السودان…

* تؤكد الأخبار الواردة من ردهات مطبخ الاتفاق، بأن   اللجنة المشتركة بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير قد فرغت من بلورة وكتابة تفاصيل الاتفاق في صورته الأخيرة، توطئة لرفعه لإجازته من قبل شركاء الاتفاقية، ومن ثم الترتيب لاحتفال كبير يشهده بعض رؤساء وضيوف كبار من الإقليم وحول العالم..

* ولما كانت لحظة الاحتفال بطبيعة الحال ستكون لحظة استماع واهتمام عالية التركيز من قبل الفضائيات ووسائط الرأي العام والمجتمع الدولي، يجدر بنا أن نوظف هذه اللحظة التاريخية للمطالبة بالصوت العالي بقضية رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية التي تسميها واشنطن (قائمة الدول التي ترعى الإرهاب)، التي طالما تضررت منها البلاد أضراراً بالغة..

* وعلى طريقة ادبيات (الطرق على الحديد وهو ساخن)، بإمكان الدولة السودانية استثمار ما نقل عن مصدر أمريكي، بأن عملية رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية المرتبطة بالإرهاب قد أصبحت وشيكة، وذلك للمصاعب الكبيرة لأمر الحصار الذي ترتبت على تلك القائمة، ومن ثم ساهم في تراجع الاقتصاد السوداني خلال المرحلة الماضية….

* وستكون هذه الصيحة إذا ما تم إطلاقها والإعداد والترتيب لها بصورة جيدة، ستكون بمثابة امتحان كبير للمجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، على أن كل الأسباب والمزاعم التي أدت إلى معاقبة السودان وعزله من قبل المجتمع الدولي قد انتفت….

* صحيح أن النظام السابق هو المسؤول عن توفير الأسباب التي أتاحت للمجتمع الدولي وضع السودان في القائمة والعزل والحصار، ولكن الأصح أيضاً هو أن الحصار قد أقعد الاقتصاد السوداني عندما جعل هيئات النقل مشلولة تماماً، وأعني تحديداً مؤسسات وهيئات السكة الحديد والخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية، التي مُنعت عنها قطع الغيار …

على أن انطلاقة قاطرة الاقتصاد السوداني من جديد مربوطة بإطلاق سراح هذه الهيئات من معتقل حظر قطع الغيار، وفي المقابل أن انطلاق وعودة هذه المؤسسات رهين بانطلاق الاقتصاد السوداني من دائرة الحظر والحصار الأمريكي والدولي..

* على أن تكون الأولوية في حالة رفع الحظر الأمريكي، لنهضة هيئات النقل متمثلة في هيئة السكة الحديد والخطوط الجوية والبحرية، فليس بإمكان أي اقتصاد أن ينهض بمعزل عن خطوط نقل فاعلة، سيما في حالة الدولة السودانية المترامية الأطراف، التي تضررت بصورة خاصة من عملية تراجع أداء هيئة السكة الحديد كونها الأرخص والأيسر والتي يمكن أن تنطلق إلى كل الأقاصي و… و…

* أتصور أن نصف الطريق إلى محطة تعافي الاقتصاد السوداني، تتمثل في تحقيق هدف اندماج هذا الاقتصاد في الاقتصاد العالمي، عبر التعامل المصرفي والتجاري مع المنظومة المالية العالمية، ومن ثم تحريك عجلات قطرات النهضة والتنمية، والأخيرة مربوطة بسرعة تجاوز قوى الحرية والتغيير/الحاكمة / حالات مظاهر الاحتفالات والتحشيد والمواكب والشعارات والأناشيد إلى جادة العمل التنموي على الأرض البور البلقع …

وليس هذا كل ما هناك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى