الجمعية العمومية لـ”السوكي”.. من يتآمر على المزارعين؟

الجمعية العمومية لـ”السوكي”.. من يتآمر على المزارعين؟

 الخرطوم- رشا التوم

جهود جبَّارة وعمل كبير بذله مزارعو مشروع الجزيرة خلال مايقارب العامين من أجل عقد الجمعية العمومية للمشروع للحصول على جسم شرعي يمثلهم يمكِّنهم من الحصول على تمويل لإعادة تشغيل طلمبات الري المتوقفة.

وتأجلت الجمعية لأكثر من أربع مرات، عقب تحديدها من قبل الجهات ذات الصلة لكن هنالك أيادي واضحة وليست خفية تعمل وماتزال على إجهاض الجمعية  وتقويض كافة الجهود لعدم قيامها بأسباب واهية وأعذار غير مقبولة تتعلق بعدم استتباب الأمن والتأثير في النسيج الاجتماعي.

 تدخلات غير مشروعة

وكشف رئيس مبادرة تأهيل مشروع السوكي الزراعي عمر هاشم، في مؤتمر صحفي، عن تدخل قيادي في حزب المؤتمر الوطني المحلول بطرق غير قانونية لتعطيل قيام الجمعية العمومية وتأجليها بشكل متكرِّر لأسباب غير منطقية وليست لها مبرِّرات.

وحمَّل عمر حكومة الولاية وأجهزتها المختلفة مسؤولية قتل مزارع المشروع بـ(دم بارد)، مُوضحاً أن الحكومة ترتكب أخطاءً جسيمة بالتعامل غير المنصف والعادل مع قضايا مزارعي السوكي الذين يفوق تعدادهم الـ(. 12700) ألف نسمة، يتوزعون مابين 136 قرية على امتداد 100 ألف فدان.

وأشار هاشم أن هناك جهات معلومة لديهم ووفقاً لمستندات ومعلومات تقف ضد رغبة وإرادة مزارعي مشروع السوكي،  ووجه اتهامات صريحة إلى حكومة الولاية وأجهزتها بالتواطؤ في مايجري من مآسي للمواطن في المشروع.

وهدَّد  بالتصعيد اعتباراً من بداية الأسبوع المقبل باستنفار أكثر من خمسة آلاف مزارع، لتطويق مقر أمانة حكومة ولاية سنار  والاعتصام حتى تنفيذ مطالبهم وإقامة الجمعية العمومية.

وسرد هاشم أسباب وتداعيات التأجيل المتكرر والتدخلات غير المقبولة من قبل لجنة أمن محلية سنار والقرارات المتضاربة حول إقامة الجمعية العمومية، معلناً امتلاكهم معلومات بوقوف قيادي في حزب المؤتمر الوطني المحلول بتمويل عمليات تشييد جماهيري وممارسة أساليب فاسدة من خلال عمليات الترهيب والتخويف منعاً لقيام أي جمعية عمومية تقود لانتخابات شرعية وممارسة ديموقراطية.

أوضاع حرجة

وأعرب عن أسفه لتداعيات الأوضاع الإنسانية وتأثيراتها على الوضع المجتمعي بانتشار السرقات والجوع والفقر ونفوق المواشي، بجانب حالات الإجهاض لكثير من النساء اللائي يذهبن لمسافات  بعيدة بحثاً عن العمل بعد توقف الإنتاج في مشروع السوكي لأكثر من ثلاث سنوات.

وقال هاشم: إن المبادرة تستهدف العمل لإحياء سيرة المشروع وإعادته دائرة الإنتاج وضخ الحيوية في شرايين الحياة الاقتصادية والمجتمعية  في مناطق السوكي الزراعي، كما أفاد وكشف عمر عن الفشل في مقابلة وزير المالية الاتحادي جبريل إبراهيم، بغية التعرُّف على مصير تصاديق مالية لفترة تجاوزت الـ 15 شهراً.

وأوضح أن خيار اللجوء لتسجيل جمعية ضمن سجل جمعيات مهن الإنتاج الزراعي والحيواني بهدف تحريك جهود إعادة التأهيل وإحياء المشروع الذي هو حالياً خارج دائرة الإنتاج الكلي للاقتصاد في البلاد.

أخطاء كبيرة

ونوَّه أن السبب الرئيس وراء مايحدث في المشروع -الآن- بسبب تعطل طلمبات الري في العالم 2010، والفشل في توفير مبلغ 157 ألف دولار، لأعمال الصيانة إلا بعد خمس سنوات، من التصديق عليه، بينما تم إحضار الاسبيرات من قبل إحدى الشركات بعد نحو عام من استلامها الأموال ما أدى لتهالك الطلمبات بشكل كبير.

مضيفاً أن الحكومة تقوم بارتكاب أخطاء كبيرة في حق مشروع السوكي الزراعي بسبب التأجيل المتكرر لقيام الجمعية العمومية لانتخاب جمعيات مهن الإنتاج الزراعي لغياب تمثيل المزارعين في حل مشاكل المشروع .

وأردف أن المشروع يشهد تدهوراً كبيراً في الإنتاج بسبب العطش ونزوح المزارعين والأسر .

 جسم ضروري

وشدَّد على ضرورة وجود جسم يمثل المزارعين لعقد شراكات تعمل على تأهيل بنيات الري  للدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المشروع في خارطة الاقتصاد السوداني. وناشد الدولة تحمُّل مسؤولياتها في تأهيل المشروع الذي يحتاج فقط إلى 10 ملايين دولار، لإعادته دائرة الإنتاج . وقال: إن قيام الجمعية العمومية لمشروع السوكي الزراعي تم تأجيلها أكثر من 4مرات، بأسباب غير منطقية.

وأعلن عمر اتجاه لفتح بلاغات جنائية ضد معرقلي قيامها بتهم التعدي الجسدي والإساءة، وقال: إن لجنة أمن الولاية أصبحت تتسبب في الفتنة بين المزارعين وتقويض الجمعية.

واتهم عمر مسجل تنظيمات مهن الإنتاج الحيواني بالتواطؤ ضد قيام الجمعية العمومية. وتأجيلها بمبررات واهية لاترقى إلى مستوى التهديد الأمني الذي تزعمه لجنة أمن الولاية.

على قلتهم ولكن!

ومن ناحيته قال رئيس جمعية مهلة 2 إدريس إبراهيم المبارك: إن الذين اعترضوا على قيام الجمعية واحتجوا لأمانة حكومة الولاية عددهم 15 شخصاً، فقط، بينما للذين يؤيدون قيامها أكثر من 5 آلاف شخص، يمثلون 700 ألف نسمة، منوِّهاً الاتجاه إلى الاعتصام أمام مقر أمانة حكومة سنار حتى قيام الجمعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى