شرق دارفور..  انتصار الشعب

 

الضعين: أبوبكر الصندلي

العظماء لا ينسون تاريخهم، التاريخ ذاكرة الشعوب التي تستدعى وتستلهم  من خلال أيامه الباذخة ومواقفه الجليلة الناصعة ويستعيد كل حروف مواقف  الأيام الماضية، فإن ثورة الوعي السوداني فخر لابد أن يتوقف عنده الكتاب قليلاً وأجهزة الإعلام قليلاً، ليخط الإعلام تاريخًا وسجلاً ناصعًا للأجيال القادمة وتسجل تلك اللحظات التي اختلط فيها شعور الجميع من أبناء الشعب السوداني بكل سحناته وألوانه يرسمون لوحه زاهية.

  فرح السودان

تمر هذه الذكرى والبلاد تشهد تحولات كبرى بعد أن ضرب فايروس كورونا معظم دول العالم، الذي يمثل امتحاناً آخر وثورة أخرى يدخلها شعبنا العظيم، هذه الجائحة كانت السبب العقلاني والاجرائي الذي أوقف استعادة الاحتفالات بهذه الاحتفاليه في عامها الأول،  تحتشد وتخزن  الذاكرة بصور من تلك الأيام الخوالد النواضر،  فإن صباحات الحادي عشر من أبريل كانت ميلاد فجر لإعلان قيم الحرية والسلام والعدالة في السودان، وبهذا التاريخ تشكل وجدان الشعب السوداني الأبي، فقد استيقظت مدينة الضعين عاصمة شرق دارفور وأصوات الأغاني والأناشيد الوطنية والمارشات العسكرية تخرج على مسامع الجميع من المذياع، وبذات الاصطفاف خرجت عفوياً جماهير هادرة بالانتصار والفوز الكبير بسقوط النظام الغاشم الذي جرع المواطن السوداني ويلات الجوع والحروب والمرض والنزوح،  مبتهجين بتحقيق المنال والطموح بإزالة متاريس التقدم لهذا الوطن ، فتدفق آلاف الشباب الثوار وجموع الأهالي من شتى أحياء الضعين يجوبون الشوارع والطرق رافعين علم السودان متوشحين به صوب ساحة الحرية “ساحة المولد” لاكتمال مراسم الاحتفال الأضخم هنالك حيث جاءت الميارم  والكنداكات والأمهات والآباء والأجداد مرددين شعارات النصر، فكانت هنالك شوارع خلدت مكانًا ووقعاً في نفوس الثوار  تعطرت بلهيب إطارات السيارات، كشارع المطار، حي العرب ،السكة حديد، شارع سوق البروش، تقاطع طرق السوق الكبير الذي يمثل أبرز  مواقع المخاطبات الجماهيرية، التي كانت نقطة ارتكاز وكلمة سر نجاح الثورة بالولاية، فهنا يلتقي الثوار بتجمعاتهم المختلفة، مواكب هادرة من شتى الاتجاهات، فهنا لابد أن نشير لمواطب طلاب المرحلة الثانوية والأساس الذين دفعوا للأمام بهذه الثورة الأبية حتى سقط النظام.

على الرغم من كل تلك الانتصارات، إلا انه وبلغة الحساب والجرد لما مضى يرى كثير من قادة الثورة أن المشوار ما زال طويلاً والتحدي الأصعب قادم، هذا ما يؤكد استمرار نضال الشعب السوداني لبلوغ الأماني، فكثيرون يرون أن هذه الولاية لم تحقق أدنى طموح من الثورة ولم يزل شيء من فساد الثلاثين عاماً الماضية وما زالت كتائب الظل تحكم سيطرتها على مفاصل الحكم، بالجانب الآخر ما زالت الخلافات الداخلية للثوار تضرب بظلالها السالبة كيان الثورة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى