عودة الباخرة.. رحلة لم تكتمل!

 

تقرير- إيهاب محمد نصر

لم يمر قرار السُّلطات السعودية بمنع دخول باخرة الركاب السودانية (مسرة) والتي تحمل على ظهرها أكثر من ألف راكب منهم جنسيات مُختلفة، مروراً عادياً، حيث كان وجه الاستغراب ورفع حاجب الدهشة أنّ الباخرة لم تصل مدينة جدة بعد انتهاء الـ72 المُهلة التي حدّدتها السُّلطات السعودية لعودة المُقيمين إلى المملكة، قرار الإرجاع أحدث تساؤلات وتكهنات عديدة، وذهبت مجموعة من هذه التكهنات إلى أنّ سبب الإرجاع هو وجود ركّاب مصريين مصابين بفيروس “كورونا”، الأمر الذي نفته السُّلطات الصحية تماماً.
وقال مصدرٌ مطلعٌ لـ(الصيحة) رفض ذكر اسمه، إنّ المملكة أصلاً قد أصدرت قراراً بمنع دخول رعايا أي دولة أعلنت فيها وجود إصابة بـ”كورونا”، والسودان كان من ضمن الدول التي لم يَشملها قرار المنع، ولكن لمزيدٍ من التحوُّطات، أعطت مُهلة الـ72 ساعة لتوفيق أوضاع المُقيمين، ولكن بمُجرّد إعلان وزير الصحة الاتحادي بوجود حالة “كورونا”، دخل السودان مُباشرةً إلى قائمة الدول المحظورة واعتبرت مُهلة الدخول لاغية.

لا استثناء

ويقول مدير ميناء سواكن سعد عبد النبي لـ(الصيحة)، إن الباخرة لم تدخل أساساً إلى المملكة، وبالتالي لم تجر السُّلطات السعودية أي فحوصات، لتكتشف أن هناك حالة “كورونا” من عدمها، مُشيراً إلى أن الباخرة تحمل على متنها (31) سُعودياً من جُملة (61) أجنبياً من جنسيات مُتعدِّدة، منها واحد مصري، وجميعهم قد عادوا ولم يتم استثناء الركاب السعوديين كما أُشيع.

ذات الأمر، أكّده كابتن الباخرة مصري الجنسية في تصريحات صحفية عقب عودة الباخرة لميناء سواكن، حيث أوضح أن عدد الركاب (1156)، بينهم (61) من الجنسيات الأجنبية.

خلو الباخرة من “كورونا”

وواصل مدير الميناء في حديثه لـ(الصيحة) بقوله: (وصلنا خطاب من ميناء جدة الإسلامي بعدم السماح بدخول العبّارة “مسرة” القادمة من السودان وذلك بناءً على الإجراءات الاحترزاية من فيروس كورونا)، وأشار إلى أن كل محاولاتهم بالسماح لهم بالدخول قد باءت بالفشل، ولكن سمح لهم بالتزود بالوقود عبر باخرة أخرى وإمدادهم بالغذاء ومياه الشرب ومن ثَمّ العودة مرة أخرى إلى ميناء سواكن، وقد سبق وصول الباخرة وفدٌ مركزي من وزارة الصحة الاتحادية بمُختلف التخصُّصات، منها الطوارئ الاتحادية ومكافحة العدوى، بجانب تعزيز الصحة وذلك للكشف عن “كورونا”.
وأكد ممثل الطوارئ الاتحادية فضل المولى عباس، أنّ حُضُورهم من الخرطوم جاء دعماً وسنداً للولاية وللوقوف على حالة الركّاب، مُعلناً خلو ركاب الباخرة من أيِّ اشتباه بوباء “كورونا”، كما نفت مدير الطب الوقائي بالولاية دكتورة آمنة قلوباوي، الشائعات بوجود حالات اشتباه، وقالت: قمنا بالفحص لعدد (1156) بما فيهم الأجانب وتأكد خلوهم من الاشتباه بفيروس “كورونا”.

محنة التذاكر

قرار المملكة العربية السعودية بتحديد مهلة الـ72 ساعه لدخول المُقيمين إلى أراضيها كان مُفاجئاً، حيث أحدث هذا القرار ارتباكاً كبيراً بسبب كثرة الذين قرّروا العودة وقلة المواعين الناقلة، مِمّا خَلَقَ سُوقاً أسود في تذاكر الباخرة. وقد علمت (الصيحة) أن تذكرة الباخرة قد قفزت من سعرها الأساسي (6500) جنيه إلى (20) ألفاً وهناك من اشتراها بـ(40) ألف جنيه، هذا ما أكده لنا عصام سر الختم أحد الذين كانوا من ضمن ركّاب الباخرة “مسرة”. وقال عصام لـ(الصيحة): كان هناك استغلالٌ كبيرٌ للوضع وحاجة الناس للتذاكر، حيث وصلت التذاكر إلى أسعار خرافية فاقت الخيال، وأوضح عصام أن منهم من قال إنه اشترى التذكرة بـ(100) ألف جنيه سوداني، وقد نادت أوساط عديدة بمُعالجة أمر التذاكر والضغط على الشركة والوكالات بإرجاع قيمة التذاكر لأصحابها ومُراعاة الظروف التي يمرون بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى