الدولار.. صدمة المتعاملين

تقرير: إنصاف أحمد

بعد توقيع الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، شهدت أسعار العملات انخفاضا ملحوظاً، حيث أكد متعاملون بسوق الدولار تحسن الجنيه أمام العملات الأخرى، فسجل سعر الدولار 59 جنيهاً بدلا عن 70 جنيهاً خلال الأيام الماضية، وقالوا إن السوق شهد حالة من الارتباك نتيجة لإحجام المتعاملين عن البيع والاكتفاء بشراء المعروض فقط، ولكن الناظر للوضع يرى أن الأسعار عاودت الارتفاع مرة أخرى بعد تفاؤل جميع الأوساط بأن يشهد السوق نزولا في الأسعار أو الاستقرار، بالتالي يكون لها تأثير على أسعار السلع بالأسواق والتي شهت ارتفاعاً كبيراً جراء ذلك، فبالأمس عاود سعر الصرف ارتفاعه مجدداً بالسوق الموازي بعد هبوط استمر يوماً واحداً وبلغ الدولار (68) جنيهاً للشراء و(70) جنيهًا للبيع مقارنة بـ(60) جنيهاً السبت الماضي. فيما ارتفع الريال والدرهم إلى 17 جنيهاً للشراء و(18) جنيهاً للبيع مقارنة (15) جنيهاً، وأرجع التجار الأسباب إلى ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية، مشيرين إلى وجود حالة من الخوف وسط المواطنين والتجار بارتفاع السعر بصورة كبيرة، وقالوا إن الزيادة والنقص في سعر الصرف لا تكون لمعطيات واقعية للتجار بقدر ما تتحكم فيها عوامل غير اقتصادية أو تخوف من تغيير فجائي في سعر الصرف، وأكدوا أن الزيادة لا تعتبر كبيرة ومؤثرة قياساً بما حدث من ارتفاع طوال الأشهر السابقة، حيث تجاوز الدولارقبل شهرين (75) جنيهاً، ووصف الارتفاع بأنه مؤقت، وقد يعاود الانخفاض مجدداً في أي وقت، وأوضح أحد المتعاملين بالدولار لـ(الصيحة) أن أسعار العملات تشهد ارتفاعاً حيث بلغ سعر الدولار 69 جنيهاً للشراء و71 جنيهاً للبيع، أما الريال السعودي فبلغ سعر الشراء 17 جنيها والبيع 17،5 جنيه، لافتا أن سعر الريال القطري بلغ 17 جنيهاً للشراء و17,5 جنيه للبيع، أما الدرهم الأماراتي فبلغ سعر الشراء 17,65 جنيه، أما البيع 17,600 جنيه، وقال: من المتوقع أن يعاود السوق نزولاً مجدداً، ولكن ريثما يشهد ارتفاعاً مرة أخرى في حال عدم توجه الدولة للإنتاج ومحاربة الفساد الذي أثر خلال الفترة الماضية على السوق الموازي . ويرى الخبير الاقتصادي د. حسين جبريل أن التعامل في سوق العملات يتأثر بالتطورات الخارجية، مما يؤدي إلى حدوث صدمة نفسية للمتعاملين، لذلك يشهد السوق انخفاضًا مفاجئاً، حيث يترقب الجميع التطورات الاقتصادية، وأشار خلال حدييثه لـ(الصيحة) بعد أن فاق الجميع من صدمة انخفاض الدولار بسبب الاتفاق الذي حدث بين الحرية والعسكر عاود الارتفاع مرة أخرى متوقعاً أن تشهد أسعاره ارتفاعاً تدريجياً إلى أن تظهر تطورات جديدة في مجال التعامل بالنقد الأجنبي عرضاً أو طلباً، فإذا ما اتخذ أي قرار لدعم السودان بالعملات الحرة أو السلع الأساسية، فإن ذلك سيؤدي إلى خفض سعر الدولار مجددًا إلى أن تتضح معالم سياسات الحكومة في المستقبل القريب.

وقالك سيظل هذا هو نهج تطور الأسعار في السوق الموازي، وتوقع بعد تشكيل الحكومة الجديدة انخفاض أسعار العملات مرة أخرى، وقد يكون ذلك بنسبة محسوسة، إذا ما حصل السودان على أي مساعدات مالية أو عينية أو حتى ضمانات بجانب وضع سياسات نتيجة لخفض الأسعار ومحاربة السوق السوداء والسماسرة ولجوء الحكومة إلى خفض الرسوم على بعض السلع وطالب بضرورة تشجيع منتجات الصادر التي يؤمل أن تكون منافسة خارجياً بفضل خفض تكاليف الإنتاج المتوقع اتخاذها، وتوقع مراقبون أن ينخفض سعر الدولار خلال الأيام القادمة في السودان، وهي بوجود مقومات للاقتصاد السوداني للنهوض لامتلاكه ثروات طبيعية وبشرية هائلة، ولكن بالرغم من ذلك فالوضع الحالي السياسي والاقتصادي للسودان يعطي مؤشرات لاستمرار ارتفاع سعر الدولار في السودان في السوق السوداء وغالباً سيتحرك بين 60 إلى 90 جنيهاً سودانياً لكل واحد دولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى