تفاهمات جوبا حول مسار دارفور تدفع بعبد الواحد نحو السلام

 

للخرطوم: الصيحة

توقيع الحكومة الانتقالية اتفاق إطارياً للتفاوض حول مسار دارفور مع حركات الكفاح المسلح، بعد جهود حثيثة قادها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، رئيس وفد الحكومة لمفاوضات السلام بمنبر جوبا الفريق محمد حمدان دقلو، مع قادة الجبهة الثورية السودانية وزعماء حركات دارفور، من شأنه أن يدفع بعبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان إلى السلام.

إن تفسير حديث عبد الواحد عن رغبته وجاهزيته للدخول في حوار وتفاوض مع الحكومة الانتقالية بالخرطوم توضح بصورة أكيدة، إدراكه  لتحرك قطار السلام عبر مسار دارفور والذي حظي بتفاهمات قادها أبناء دارفور في الحكومة الانتقالية برئاسة الفريق حميدتي والمعارضة المسلحة بشأن هذا الملف تركزت حول الاستجابة لقضايا النازحين واللاجئين وقضايا الأراضي والحواكير والتعويضات وإعادة هؤلاء النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، وتوفير الأمن والأمان والحماية لهم، وإجراء المصالحات وغيرها، والتي قدمت حلولاً تأخذ في الاعتبار معالجة جذور المشكلة والأزمة في دارفور.

خوف عبد الواحد وتمترسه في موقف الرافض لأي أطروحات لحل مشكلة دارفور في السابق تطرح سؤالاً لماذا التحوّل في مواقف الرجل وتغييرها بسرعة شديدة تجلّت في الموقف الأخير والمُتحيّز والمُتحمّس للسلام في بادرة لم يتميز بها الرجل يوماً ما، الأمر الذي يؤكد خشية عبد الواحد كزعيم من سحب كرته الوحيد الذي ظل يتمترس بمواقفه حوله، وهو قضية النازحين واللاجئين، وهو يعلم أن فقدانه هذا الكرت سيسحب البساط من تحته ويتحوّل إلى لاجئ.

سارَع عبد الواحد بمحاولة اللحاق بقطار السلام خوفاً من فقدان بريق المدافع عن الحقوق الإنسانية، خاصة وأنه بنى خطه المعارض على قضية إنسانية تجد مساندة ودعماً،  بل وتعاطفاً (محلياً وإقليمياَ ودولياً) باستمرار، من مختلف دول وشعوب العالم، وهي قضية النازحين واللاجئين في دارفور التي أهلته ليكون زعيماً أوحد تميز بموقف ثابت هو رفضه أي طرح.

الآن، وقد تحرّك مسار دارفور التفاوضي، وبداخله أجوبة على قضايا تتعلق بالنازحين واللاجئين من حيث إشراكهم في التفاوض بعد عقد مؤتمر للنازحين في الفاشر بشمال دارفور في العاشر من يناير المقبل برعاية “اليوناميد” والوساطة، ومؤتمر آخر مماثل للاجئين يُعقد في دولة شاد، فضلاً عن إدخال مسأله التعويضات في التفاوض، وبالتالي فإن المعطيات الجديدة والخوف من سحب البساط من تحت قدميه، وجد عبد الواحد محمد نور نفسه في موقف لا يُحسد عليه، وليس أمامه غير الهرولة نحو السلام ومحاولة اللحاق والإمساك بقطار السلام، وقد اختار أن تكون المحطة الأقرب إليه هي الخرطوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى