. محمد البحاري يكتب:(ريان) .. خطوة نحو طفولة آمنة!!

12فبراير2022م

 

الإنسانية ليست لها حدود ولا جغرافية، ممكن أن تسمى باسمها ولا حتى ديانة ولا عقيدة، فالإنسانية هي مشاعر منسوبة للإنسانية جمعاء، فكلنا إخوان في الإنسانية والآدمية ومن يفتقد مشاعره الإنسانية فقد فقد ركن ركيناً من إنسانيته.

 

نتابع من يوم الثلاثاء قبل الماضي أخبار (ريان) الطفل المغربي وهو داخل البئر لحظة بلحظة وطفلتي (فريدة) ذات الخمس سنوات تتابع معي بشغف أخبار (ريان) حتى أشفقت عليها هي نفسها من شدة متابعتها لأخباره وتظل مشدوهة أمام الشاشة لمسافات طويلة وتنظر الى المجهول بنوع من العطف والدعاء أن يخرج من قاع البئر إلى ظهر الأرض سالماً ويفرح به كل العالم  ويرجع إلى حضن أمه كي تقر عينها ولا تحزن، لكن طال الانتظار وكانت إرادة المولى عز وجل هي الأقوى نسأل الله تعالى أن يربط على قلب والديه.

أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض فهم مسؤولية الجميع، يجب علينا المُحافظة عليهم بالرعاية الكاملة والتوجيه السليم وحمايتهم من جميع الأخطار المُحدقة حولهم، فتجربة (ريان) هي بمثابة وقفة للجميع وإعادة النظر نحو أطفالنا، فهم المُستقبل العريض للأمة بأكملها.

تتعدّد تعريفات مفهوم رعاية الطفولة بحسب الجهة المُعرفة ودورها، وبحسب حاجات الطفل الأساسيّة وتطورها عبر العصور، ونستعرض أبرزها فيما يأتي: حماية الطفل وحفظه من كل أشكال الضرر، والقيام بما يلزمه من مأكل ومشرب وتوفير مسكنٍ آمن على أفضل صورة، وبالطريقة التي تضمن إشباع حاجاته المُتنوّعة، ونمو شخصيّته بشكل طبيعي.

ولا بد من وجود مجال متخصص بالطفل وحاجاته، حيث يهتم بتقديم مجمل البرامج والخدمات من منطلق الاهتمام بالطفولة وحمايتها. مجموعة الخدمات المتخصصة التي تعنى بالطفل من الناحية الاجتماعية أو من حيث نشوئه في مُحيطٍ اجتماعي؛ كالأسرة أو أيّة منظمة اجتماعيّة أُخرى، وتدعم هذه الخدمة تعزيز مقدرة الوالدين على تقديم ما يحتاجه من حُبٍّ وتوجيه، ويشمل مفهوم الرعاية أيضاً مراجعة نظام أو طريقة الرعاية ومعالجة نواحي الضعف أو القصور فيها، وذلك بحسب مُنظمة رعاية الطفولة العالميّة.

فرعاية الطفولة بكل أشكالها صحية وتعليمية وإبداعية تُصب في خانة حقوق الطفل علينا نحن الكبار، فإذا أخذنا ما يلينا من صفات إبداعية تبدأ مع الطفل منذ الصغر، فإن وجدت هذه الصفات الرعاية والتعهُّد فستنمو في دواخله مزايا الإبداع، لكننا في مجتمعنا لا نرعى بالاً لمواهب الأطفال، لذلك تموت فيهم قيم الإبداع باكراً جداً، ويجب أن يتكامل الدور الأسري مع التعليمي لرعاية وتحسس بذرة الإبداع في كل طفل وذلك لدعمها وتطويرها حتى تنمو معه ويكون طفلاً مبدعاً ومبتكراً ونعالج من خلال الإبداع كثيراً من المشكلات النفسية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى