عبد الرحمن الريح.. أنا في شخصك بحترم “أشخاص”

(1)

كان لعبد الريح، الفضل في اكتشاف إبراهيم عوض ولفت الأنظار إليه، بعد أن أدرك أن إبراهيم هو الصوت الذي يحلم به ويبحث عنه، فقدم له مجموعة من الأغاني دفعة واحدة، انتقل بعدها إبراهيم نقلة فنية جديدة يُمكن أن نسميها قفزة خرجت بإبراهيم عوض إلى الأضواء والشهرة، وفتحت له قلوب الناس (يا غايب عن عيني، ليالي لقانا، بسمة الأيام)، وبسمة الأيام هي أغنية ذات لحن غني بالنغم الساحر المثير لأنبل العواطف وفيه موسيقى تكفي لإنجاح عدة أغانٍ، وبالفعل ابتسم الحظ لإبراهيم بعد أن عاكسه طويلاً، وعندما غنى هذه الأغنية، أصبح فناناً على مستوى أحمد المصطفى وعثمان حسين وإبراهيم الكاشف يقف معهم على قدم المساواة، بل تفوق على بعضهم بابتكاراته وتطور في الأغنية الخفيفة .

(2)

يقول إبراهيم عوض عن رحلته الفنية مع عبد الرحمن الريح (ان أغنيات التاج مصطفى شغلت مساحة كبيرة من أحلامي قبل أن اتّجه إلى الغناء… حفظتها ورددتها، وعندما اكتشفت أن أغلبها من إنتاج جاري في الحي الشاعر عبد الرحمن الريح، تمنيت في داخلي أن أغني أشعاره وألحانه حتى أثبت لنفسي إني قادر على تقديم الأفضل، وعندما ابدى عبد الرحمن روح الاستعداد ووافق على أن يتبناني، وأنا اعتبر تجربتي معه أهم خطوات حياتي الفنية)، إن العلاقة التي جمعت بين إبراهيم وعبد الرحمن الريح كانت علاقة تأثير وتأثر، فالاثنان كان لكل منهما دور في حياة الآخر منذ أن تلاقيا عام 1953م وحتى مرحلة الانقطاع الفني والخصام في عام 1958م.

(3)

وفي منتصف الخمسينات، نضجت موهبة شاعرنا الكبير وبلغت ذروتها، فقدم أغنية أنيقة هي (عيون المها) وما حققته هذه الأغنية من نجاح جماهيري، جعل منى الخير اسماً يردده الجميع وينتظرون من صاحبته أعمالاً فنية أخرى بنفس القيمة والجمال، فقدمت أغنية (يا منى عمري وزماني، وليه قلبك نساني)، وكانت هذه الأغنية تروي فيما تروى حُب شاعرنا الكبير للفنانة الموهوبة الذي لم يُكتب له النجاح… فتزوّجت منى من عازف بأوركسترا الإذاعة وتزوج عبد الرحمن من امرأة أخرى.

(4)

وفي فترة ما بعد الاستقلال مباشرةً، أطلق نجوم في عالم الفن.. أحمد الجابري، صالح سعد وحسن الجلال، وأحمد الجابرى برغم موهبته وهي فطرية ما كانت لتنمو أو تُحلِّق إلى أسمى آفاق لها لو أنها لم تُصادف هذا العبقري الذي كان لشعره تأثيرٌ عليه مما لمسه الجابري وأحسّ به حتى تدفق على الفور سيلاً مُنهمراً من الغناء. وفي هذه المرحلة نجد أن عبد الرحمن الريح بخياله المبدع وأسلوبه الشيق وواقعيته الممزوجة بلمسات العصر التي تكشف ما بداخل الإنسان من مشاعر وأحاسيس قد صاغ أغانٍ عاطفية ووطنية كانت هي المحببة عند الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى