الإسلام مستغيثاً .. ما بين الدولة والدعوة يترقب

درج متشددون من الدعاة وأئمة المساجد والمغالين من العلماء أن يتحدثوا عن الكفر والكفار وكأنهم قد خلقوا كفاراً وعليهم أن يموتوا كفاراً وكأننا لسنا معنيين بدعوتهم إلى الإسلام وترغيبهم لا ترهيبهم وتحبيبهم لا تنفيرهم وذلك بدعوتهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن كما قال تعالى:(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. لم يفعلوا ذلك بل ظلوا يصدرون الفتاوى التي تبيح القتل والذبح لا لذنب اقترفوه إلا لأنهم كفار والله سبحانه وتعالى يقول:(لا إكراه في الدين)،(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) لم يفعلوا ذلك بل ذبحوهم كما تذبح البهائم وحرقوا بعضهم أحياء وذلك باسم الدين والاعتماد على تلك الفتاوى حتى الإخوان المسلمين الذين يعتبرون أقل تشدداً كان شعارهم السيفين (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)، ولم يأخذوا بالآيات التي ترغب وتحبب الغير كقوله تعالى:(وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ) لم يفعلوا ذلك بل أضاعوا الزمن في التحدث عن إقامة الدولة والخلافة الاسلامية والتي لم تكن يوماً هي من أولويات الدين وإنما الدعوة هي التي تعتبر من أولويات الدين وقد أخروها هي وقدموا عليها الدولة والمقولة”إذا أعطيتني مسلماً كما أراده الله ورسوله أعطك دولة كدولة عمر وعمر، وهذا لا يتم إلا بالدعوة ولذلك لم يوفقوا في هذه ولا تلك، بل باءت تجاربهم بالفشل في الجزائر وتونس والسودان ومصر ، ولا زال كل من يحمل هذه الفكرة يحيق به الفشل، لأن الدعوة يتربى بها المجتمع ومنه تخرج الدولة والحاكم العادل والرسول صلى الله عليه و سلم قد ربى الصحابة وبعدها أسس بهم الدولة، ونحن نقول إلى هؤلاء الذين يصرون على إبقاء الكفار على كفرهم بالتنفير أو قتلهم بالتفجير  نحن نختلف معكم بأننا ندعوهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن وندعو لهم دائماً في  دعائنا ولا ندعو عليهم ونقول: اللهم اهدهم إلى الإسلام وانصر بهم الإسلام وسيسلمون إن شاء الله وينصرون هذا الدين ويشكلون إضافة حقيقية لهذا الدين وأملنا كبير أن يتحقق ذلك كيف لا وقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم:(ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ  (1) ولا وَبَرٍ  (2) إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر), وقال الأديب السوري محمد البوادي بعد طرد داعش والتكفيريين قال:” أريد سورية مثل بلاد ” الكفار” فأجابه أحد مشايخ الإسلام “الناطقين باسم الله”: إن سبب تخلفنا هو الابتعاد عن الكتاب والسنة فرد  السيد محمد البوادي: دائماً ما ترددون كالببغاوات نفس الأسطوانة، إن سبب تخلفنا هو ابتعادنا عن الإسلام !! وأنا أقول: ، هل سبب تقدم اليابان وأمريكا والصين وأوروبا وروسيا هو عملهم بالشريعة الإسلامية؟ إن سبب تخلفنا هو الإسلام المتخلف الموجود في العقول المتحجرة ، والأمر لا يحتاج إلى برهان، من أراد منا تحصيل العلم يذهب الى بلاد الكفار؛  من رغب بالعلاج الجيد يلجأ لبلاد الكفار، من أراد استثمار اختراع يهرب به إلى بلاد الكفار  – من أراد أن يعيش بكرامته يهرب الى بلاد الكفار – من أراد أن ينشر كتابا متميزاً يهرب إلى بلاد الكفار، من أراد أن يحافظ على أمواله يضعها ببنوك بلاد الكفار، من أراد الحصول على أي نوع من المعلومات يلجأ إلى مصادر معلومات بلاد الكفار”، وقيل إن الإمام محمد عبده عندما ذهب إلى بلاد الغرب ثم رجع إلى مصر قال: “ذهبت حيث وجدت الإسلام ولم أجد المسلمين ورجعت إلى بلاد المسلمين فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام”.

 ونخرج من كلامه أن الإسلام سلوك وتعامل وليس شعارات ترفع أو شعائر تؤدى في المساجد ودور العبادة ولا تجدها في الشارع والسلوك.

الشيخ/ أحمد التجاني أحمد البدوي

E-mail:[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى