تقارير “كاف” تقرع أجراس الإنذار وتدق ناقوس الخطر .. أزمة الملاعب.. وقلعة “شيكان” تحفظ ماء وجه السودان

 

الصيحة: معتز عبد القيوم

تواجه كرة القدم السودانية، خطراً كبيراً يتمثل في حرمان منتخباتها وأنديتها من خوض المباريات داخل ملاعبها، بسبب وضعيتها السيئة والملاحظات العديدة التي ظلت ترد حول مواصفاتها من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” وفقاً لتقارير المفتشين.

كشف المستور

عمليات تفتيش مكثفة من “فيفا و”كاف” خلال شهر سبتمبر الجاري، لتأكيد مدى صلاحية الملاعب واعتمادها لاستقبال مباريات دولية، كشفت حجم الأزمة الكبيرة، فبحسب معايير الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، فلا يصلح للمباريات الدولية سوى ملعب الأبيّض، المُطابق بشكل كبير للمعايير، إلى جانب إستاد الهلال رغم وجود تحفظات على الأخير.

“كاف” تحفّظ على الهلال

وفي الزيارة الاخيرة لممثل الاتحاد الافريقي لكرة القدم “كاف”، إلى جانب ممثلين من الاتحاد العام لكرة القدم والهلال والتي تفقد فيها الاتحاد جاهزية إستاد الهلال لاستقبال مباريات المنتخب الوطني فى التصفيات الافريقية، تحفظ “كاف” على خوض المباريات في البطولة الأفريقية ووضع عدداً من الملاحظات التي تمنع استقبال الاستاد لمباريات دولية بجمهور، من بينها الإجلاس ونوعية المقاعد، الى جانب عدم توفر إجراءات الامن والسلامة التي تحفظ الجمهور اثناء سير المباريات، ومن بين الاسباب التي  تحفّظ عليها الاتحاد والذي حظر اللعب فيه ليلاً عدم استقرار التيار الكهربائي وتذبذبه خاصة بعد ان انقطاع التيار أثناء زيارة وفد “كاف” بالإضافة إلى المركز الإعلامي ومشكلة الإضاءة التي ظلت عقبة رئيسية وأدت لتحويل مباريات الأزرق والمنتخب العام الماضي لتلعب عصراً.

البداية.. والأزمة

انتبه رئيس اتحاد كرة القدم د. كمال شداد، لمشكلة الملاعب في البلاد منذ وقت طويل، فشكّل لجنة في فبراير 2020م، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، للبدء في تأهيل الملاعب وفقا للمعايير، لكن وزيرة الرياضة السابقة في تلك الفترة ولاء البوشي، رفضت تشكيل اللجنة باعتبار أن اتحاد الكرة تجاوزها ولم يخطرها بالأمر، لتتفاقم الأزمة في 2021م.

ارتباك المشهد

من هنا ظهر ارتباك على الأندية السودانية وظهر جلياً في خسارة حي الوادي نيالا معركة خوض أول مباراة أمام الأهلي طرابلس الليبي في البطولة الكونفدرالية خارج أرضه وبعيداً عن جماهيره، وذلك بسبب عدم جاهزية الملاعب وتضارب الآراء حول مكان اقامتها ليعاقب الوادي بأداء أول مباراة خارج أرضه، وجاء ذلك بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” القاضي بإلغاء المباراة الأولى، وتواصل ارتباك الأندية، باضطرار المريخ لخوض مباراة الإياب أمام الاكسبريس الأوغندي بمدينة الأبيض، لعدم صلاحية ملعبه، ليتكبد خسائر مالية فادحة لأنه نقل فريقه والفريق الضيف بطائرة، ولم يكن الأهلي مروي الذي لديه ملعب المدينة الرياضية الحديثة في مروي بعيداً عن الأزمة، فاضطر لنقل مباراته أمام اطلع بره الجنوب سوداني، إلى مدينة الأبيض، وتكبد أيضاً خسائر مالية كبيرة، وما زال الهلال ُيعاني بسبب حرمانه خوض مبارياته ليلاً على ملعبه، لعدم صلاحية الإضاءة، والإجلاس، والأمن والسلامة.

تحرك جديد

بدأ د. كمال شداد التحرك لإنقاذ الكرة السودانية في أزمة الملاعب، بالبدء في تنفيذ فكرة تأهيل إستاد، وهو ملعب المنتخب الوطني، وتلقى وعداً قاطعاً من “فيفا” بإعادة هيكلة الملعب، وأكد اتحاد الكرة الإماراتي تكفُّله التام بإعادة تأهيله، كما تكفل الرئيس الشرفي للهلال تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية، بتجديد إنارة استاد النادي بالكامل، وبدأ خطوات فعلية بإرسال شركة إسبانية قامت بدراسة الوضع قبل نحو شهرين.

الخطر قائمٌ

وفي ظل الوعود التي أُطلقت بشأن إستاد الخرطوم وملعب الجوهرة الزرقاء والتي لم تجد حتى اللحظة طريقها للتنفيذ، يظل الخطر قائما ويمثل تهديداً حقيقياً للأندية والمنتخبات السودانية، سيما في ظل ترقب الجميع لخطاب من “كاف” عقب زيارة المفتشين الأخيرة ووسط مخاوف خروج ملعب الجوهرة الزرقاء من الخدمة في ظل التحفظات الموجودة بشأنه وهو أمر إن حدث فسيجعل ملعب شيكان بمدينة الأبيض هو الملعب الوحيد المتاح والمؤهل لاستقبال المباريات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى