كلام في الفن.. كلام في الفن

 

أسامة بيكلو:

لأستاذ أسامة بيكلو في لحظات الخلاف العميقة بينه ومحمد الأمين.. خرج للصحف، وقال (أنا تلميذٌ في مدرسة محمد الأمين).. لم يتطرق الرجل لأسباب الخلاف ولم يَحكِ أيِّ تفاصيل.. رغم اجتهادنا في معرفة تفاصيل ذلك الخلاف.. وشخصياً سعيت سعياً حثيثاً لمعرفته.. وسألت أسامة بيكلو عن تفاصيل الخلاف.. ولكنه رفض رفضاً باتاً وتمسّك بالصمت.. وقال لي إنها (سحابة صيف وبتعدي)، وإن الذي بينه ومحمد الأمين (عُشرة عمر وملح وملاح).. هكذا تحدث أسامة بيكلو بأدبه المعهود والمعروف.

محمد الجزار:

المبدع محمد الجزار استطاع في فترة زمنية وجيزة، إجبار الجميع بالالتفاف حوله، وذلك لإسهامه الفعلي في الارتقاء بالذوق الفني العام، وهو امتلك هذه الخاصية مبدئياً في تعامله مع الأغنية (الخفيفة) غير المعقدة، والطرح الموضوعي للنصوص المغناة، والمضامين الجديدة للأغنيات، ولهذا التف حوله المستمعون وفتحوا له مكاناً في قلوبهم!!

محمود عبد العزيز:

الراحل محمود تغنى لعدد من الملحنين كان أبرزهم يوسف القديل الذي قدم مع محمود عبد العزيز أغنيات كثيرة بداية من لهيب الشوق ونور العيون وما تشيلي هم.. كلها كانت أغنيات ناجحة وحققت حضورا في قائمة أغنياته الطويلة.. ولكن بتقديري أن تجربة محمود عبد العزيز مع الملحن ناصر عبد العزيز كانت أكثر نضجاً ومغايرة واختلفت كلياً عن كل تعاملاته مع الملحنين الذين سبقوا تجربته مع ناصر عبد العزيز.

أسرار بابكر:

كانت أسرار بابكر بمثابة دفقة ضوء في نفق الغناء المعتم.. شكّلت حضوراً بديعاً رغم قصر فترة تواجدها في الوسط الفني والغنائي تحديداً.. ولعل انسحاب أسرار بابكر جعلنا نتحسّر كثيراً على فقدان فنانة فرضت وجدها وأصبحت (مدرسة أدائية).. وذلك بفضل قدراتها الصوتية الفذة والخارقة والتي صقلتها بالعلم من خلال كلية الموسيقى.. وهي نموذج باذخ لاشتراكية (الموهبة والعلم) فكان الناتج فنانة بكل ما تحمل الكلمة من مبنى ومعنى.

محمد كرم الله:

الفنان الراحل محمد كرم الله.. بالنسبة لي كان فناناً مغايراً في كل تفاصيل تجربته.. وانحيازي الوجداني له لم يأت اعتباطاً وإنما كان نتاج سماع لأغنياته.. فوجدت فيها ما يجعله ملكاً متوجاً لأغنية الطنبور.. لقد كان فناناً بحق وحقيقة وأهم ما في غنائيته أنها كانت خالية من التحبذ والتعنصر لأي اتجاه جغرافي.

جمال فرفور: سنين طويلة وفرفور هو نفسه فرفور بلا جديد أو ملامح مميزة.. فنان يغني والسلام.. وذلك التفكير هو ما جعل التجربة في مهب الريح لأنها تفتقد للمقومات والاشتراطات التي تمنحها حق الاستمرارية والبقاء والخلود في إذهان الناس!! ولعلنا اذا توقفنا عنده من حيث (الكم والنوع) لا نجد شيئاً يُمكن التأشير عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى